تل أبيب: أكدت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان توقيت ابرام صفقة الافراج عن الجندي الاسير جلعاد شاليط مقابل 100 أسير فلسطيني ،يعود إلى الضائقة السياسية التي لحقت برئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة "حماس" أيضا. وعزا رئيس "الشاباك" الاسرائيلي يورام كوهين التحول في موقف "حماس" لتضافر عدة عوامل ترتبط بوصولها لنتيجة مفادها أن إسرائيل لن تتنازل في موضوع القيادات وبالضغط المصري و بالأوضاع في سوريا وبحاجتها لتقديم إنجاز بموازاة الإنجاز الذي حققه أبو مازن في الأممالمتحدة. وأوضحت "هآرتس" ان السبب الثاني لاتمام الصفقة ،والذي كرره نتنياهو ومساعدوه أكثر من مرة، مرتبط بالتحولات في العالم العربي وتضاؤل الفرص لإنجاز الصفقة في المستقبل، بمعنى أن تكون المخابرات المصرية بعد بضعة أشهر منشغلة بقضايا مصر الداخلية ولا تلتفت لمثل تلك القضايا. والسبب الثالث، الذي لا يعلن عنه رسميا حسب "هآرتس" يتعلق بالضائقة السياسية التي يمر بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يتعرض لإنتقادات حادة من وسائل الإعلام حول تردده وعدم قدرته على الحسم وكسر الجمود من جهة ومشاكله الداخلية مع الاحتجاجات الاجتماعية من جهة ثانية.
وتشبه "هآرتس" وضعه بهذا المعنى شبيه بوضع شارون خلال صفقة الحنان طننباوم، وأولمرت في صفقة جثتي الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريجيف، ما يفيد أن رؤساء حكومات إسرائيل وافقوا على صفقات تبادل لتحسين أوضاعهم الداخلية. أما السبب الرابع حسب "هآرتس" فهو ما يبدو أنه تنظيف الطاولة استعدادا لتحديات كبيرة قادمة وفي مقدمتها ما يسمى في إسرائيل ب"الخطر الإيراني". وترى الصحيفة بالصفقة انتصارا لوزير الحرب الاسرائيلي إيهود باراك، الموجود في وضع لا يحسد عليه داخليا بعد انشقاقه عن حزب العمل وملف الخلاف بينه وبين قائد الأركان السابق غابي أشكنازي الذي وصل إلى القضاء. براك كان مؤيدا لانجاز صفقة تبادل الأسرى منذ سنوات وإنجازها في هذا التوقيت بالذات يعزز من موقعه مثلما عزز موقع نتنياهو، وأظهره بأنه قادر على اتخاذ القرارات المصيرية وهو يؤشر إلى تحالف بين الرجلين لمواجهة أكبر هي القضية الإيرانية كما يعتقد بعض المراقبين.