"عمار يا مصر" هذا هو لسان حال زائر بيت السناري الأثري بالسيدة زينب مساء أمس ليشهد افتتاح "الملتقى الأول للقاهرة التراثية"، حينها سيتأكد ان "مصر ولادة" وأن أصحاب الحرف بها هم فنانون حقيقيون يصدروا إبداعاتهم للخارج لأن أبناء جلدتهم مع الأسف لم يقدروا قيمتهم إلى الآن.."محيط" ستصحبك في جولة للتعرف على أهم ما ضمه المهرجان أمس الأربعاء في أول أيامه. ستائر أم أيمن تجذبك بطيبتها وسمتها الهادئ فمجرد الاقتراب منها تطالعك بسمتها الوقورة، سألناها عن مشاركتها في المهرجان وقالت أنها الأولى لها في بيت السناري، لكنها شاركت من قبل مرات عديدة في معارض الأسر المنتجة؟. الحاجة ام أيمن تعرض منتجات من "بواقي الستائر" التي أكدت انها كانت تحب الاحتفاظ بها كهواية، حتى توفى زوجها فتحولت الهواية إلى مهنة تتكسب منها، وبدأت تحويل هذه البواقي إلى مفارش للمنزل تستخدم في اماكن عدة، منها للمناضد مختلفة الأحجام، وأخرى "للنيش". سألناها فقالت أنها تخيط بنفسها، لتحول هذه البواقي إلى مفارش، ورغم مجهودها إلا انها تبيع هذه المفارش بأسعار قليلة، تقول وابتسامة الرضا تعلو وجهها: أقل سعر عندي هو 2 جنيه، وأغلى سعر 30 جنيهاً فقط "أحب أن أيسر على غيري حتى ييسر الله عليّ". وعلى بعد خطوات منها قابلنا "أيمن" ولدها الفنان المعاق الذي يتخذ من النحت على الحجر عملاً له، واكد أيمن أن على العكس من والدته شارك في فعاليات عديدة ببيت السناري، لافتاً إلى أنه ابن "حرفته" يعشقها ويطور بها باستمرار لأنه ورثها أباً عن جد. يواصل: بالنحت على الحجر دخلت عالم المشروعات الصغيرة، وأنتجت من خلال هذا الفن لوحات وديكورات كثيرة، وأضفت للمنت سلاسل لإمكانية تعليقه على الحائط، مؤكداً ان مهنته علمته الكثير فالحجر مادة صلبة علمته الصبر كما يقول، واتخاذ القرارات السريعة، قائلاً وهو يحمد ربه: "الحجر ساعدني في تلبية احتياجاتي وشغل وقتي وعن طريقه حققت أحلامي". أدوات الخط وبيض النعام حين تتوقف عنده تجذبك بيضة كبيرة مفرغة وحين تسأل تعرف انها بيض نعام تم الحفر عليه، عبد المجيد الشعراوي مدرس خط عربي برع في النحت على الخشب أيضاً، تجد ضمن معروضاته أدوات تدليج ومساج من الخشب، وسائل إضاءة، وأدوات الخط العربي، لعب لتنمية ذكاء الأطفال. لفت شعراوي إلى انه شارك كثيراً في فعاليات بيت السناري، وتبلغ أغلى قطعة لديه ألف جنيه وهي لمراكب مصوعة من الخشب تستخدم كديكور، وهناك أيضاً حٌلي وإكسسوارات للنساء بتصميمات مميزة كما يقول. منتجات البامبو يحب نبات البامبو بشدة يصنع منه كل مستلزمات الديكورات حتى الأثاث، شرح لنا هيثم صلاح القائم على تصنيع منتجات البامبو كيف أن شجرة نبات البامبو يوجد منها حوالي 500 جنس، ومن 600 إلى 1200 نوع وموطنه الأصلي شرق آسيا ومعروف في مصر باسم البوص الأفرنجي أو الغاب الهندي. ويعتبر البامبو من أسرع النباتات نمواً على وجه الأرض، حيث تنمو بعض الأنواع بمعدل 90 سم في اليوم، ويعرف باسم "الذهب الأخضر" لفوائد استخداماته المتنوعة وباسم الفولاذ الطبيعي لقوة تحمله مقارنة بالحديد!. ويؤكد ان من فوائد زراعته الحد من التلوث البيئي لما له من قدرة على امتصاص كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أكسجين بنسبة 40 % أكثر مقارنة بالنباتات الأخرى مما يساعد على غعادة بناء الغلاف الجوي والحد من ظاهرة التلوث البيئي. ويؤكد صلاح أن الأمر بدأ بالنسبة له كهواية ثم تطور لدراسة وحرفة، الأمر ليس مقتصر فقط على الأثاث كما يقول بل يمتد إلى الستائر ووحدات الإضاءة والشموع وصناديق المناديل، ومستلزمات الديكور والهدايا والإكسسوارات. كسر الزجاج والكريستال لا شئ لدينا بلا استخدام، هذا هو شعار محمد شرف مستشار التحكيم الدولي الذي يعمل منذ 18 عاماً في إعادة تدوير الزجاج والكريستال، فهو يصنع من مخلفات الزجاج والمكسور منه تحف فنية تشق طريقها بسهولة بالغة في الخارج، بل يتعاقد معه مستورد بلجيكي لياخذ تلك التحف الفنية ويبيعها في الخارج باعلى الأسعار وينسبها لنفسه!. ويأسف شرف لذلك ويتمنى ان يجد الدعم من بلده. شموع ووحدات إضاءة من الكريستال والزجاج بأحجام مختلفة. ومن الزجاج إلى الأخشاب، حيث يحفر إبراهيم الطنطاوي على الأخشاب والنحاس معلقات و"استندات" على المناضد، يعمل طنطاوي بمفرده بدءاً من التصميم حتى التنفيذ ليخرج بروائع تحاكي الزخارف الإسلامية القديمة، ويستوحى فكرة المشرابية في عديد من أعماله. نوادر الكتب تراه منغمساً هو ومساعده بين اكوام من الكتب، اقتربنا منه واستمعنا لحكايته حيث يتخصص السيد إمبابي في نوادر كتب المصريات والآثار الإسلامية والتاريخ المملوكي والعثماني، بالإضافة إلى تاريخ الأسرة العلوية ويتوقف عند ثورة 1952. أغلب الكتب التي يقتنيها ما يؤكد أجنبية لأن الأجانب في رأيه هم فقط من اهتموا بالكتابة عن مصر والتأريخ لها، لافتاً إلى ان مكتبته بالمقر الرئيسي في شارع فيصل تضم كتب تعود إلى 200 عام. من أبرز ما تحتويه المكتبة كتاب يعود إلى عام 1889 يعود إلى المعهد الفرنسي الذي كتب عن الفسطاط وآثار مصر الإسلامية. وهناك كتاب آخر فرنسي عن الإمبراطورية المصرية في عصر الخديو إسماعيل مؤلفه محمد صبري الشهير بال"سوربوني" ويوضح كيف ان إمبراطورية مصر كانت مترامية الأطراف. يذكر أن الملتقى شمل معرض صور فوتوغرافية نادرة للقاهرة التراثية، ويهدف إلى التوعية بمدينة القاهرة وأهميتها كموقع تراث عالمي من خلال ندوات ومحاضرات للتعريف بتراث العاصمة المصرية وضرورة الحفاظ عليه.