سلطت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الضوء على قرار طرد السلطات المصرية للسفير التركي، حيث أبرزت الصحف القرار واصفة إياه ب«التصعيد الخطير» في العلاقات بين البلدين التي شهدت توترًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة. فمن جانبها، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن إعلان تركيا أن السفير المصري «شخص غير مرغوب فيه» جاء انتقاماً لطرد السلطات المصرية للسفير المصري، موضحة أن تصريحات أردوغان الخميس الماضي هي «القشة التي قسمت ظهر البعير» لتحديه إرادة الشعب المصري، وتطاوله علي قيادات مصر الحالية، بحسب تعبير الصحيفة. وفي سياق ذو صلة، علق التليفزيون الألماني «دويتشيه فيله» على طرد السفير التركي من مصر قائلاً إن هذه الخطوة يمكن أن تُفسر على أنها رد فعل الحكومة المصرية الحالية على « دعم انقره» للرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين . كما تناولت الصحف البريطانية الحدث، حيث علقت صحيفة «الجارديان» البريطانية بقولها إن حزب العدالة والتنمية التركي له خلفية مشابهة لجماعة الإخوان المسلمين في الحكم، موضحة أن كلاهما فى "مواجهة محمومة" مع قيادات الجيشين فى البلدين. كما علق موقع «انترناشيونال بيزنيس تايمز» الأمريكي، على القرار قائلا أنه جاء نتيجة تجديد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته ضد الحكام الجدد في مصر، ودعوته للإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي بالإضافة إلى دعم الحزب الإسلامي الحاكم في تركيا لجماعة الإخوان المسلمين علانية. فيما يرى محللون سياسيون بأنقرة أن طرد السفير رسالة هامة إلى تركيا ودليل على أن مصر نفذت صبرا من تصريحات اردوغان المنتقدة للحكومة المؤقتة في مصر. جدير بالذكر أن السفير بوصطالي رد على قرار طرده قائلا إن الشعبين المصري والتركي "إخوة"، مضيفاً: "سأواصل الدعاء من اجل الخير لمصر". فيما رأت صحيفة «جيرزاليم بوست» الإسرائيلية أن تركيا تتعرض لحظ عاثر فيما يتعلق بعلاقتها مع مصر، حيث أن تركيا الآن تشاهد طموحاتها السياسية فى تبوأ مكانة إقليمية تنهار أمام أعينها. وفي الختام، قالت الصحيفة أنه مع تطورات الأوضاع الحالية فإن الدور الإقليمي لتركيا في انهيار مستمر، حيث أن الأيديولوجية الإسلامية في الحكم تثبت فشلها، حيث أن «النموذج التركي» الذي قالت بعض الآراء سابقا أن مصر وتونس من الممكن وأن يسيرا على نهجه فقد بريقه، على حد وصفها. ومن جانبها، علقت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية على قرار الحكومة المصرية «بطرد» السفير التركي من القاهرة ، حيث رأت أن تركيا قد أخفقت حينما اعتقدت أنها تستطيع أن تسيطر على منطقة الشرق الأوسط وأن تكون لها ريادة هناك دون أن يترتب على ذلك أية مشكلات في العلاقات الخارجية لها.