حثّ حزب الله أمس الخميس، اللبنانيين على اعتماد "سياسة شد العزائم" لمواجهة التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، داعيا لحوار وطني جاد ولإستراتيجية وطنية شاملة للدفاع عن لبنان. واستهجنت كتلة حزب الله النيابية، بعد اجتماعها الأسبوعي، في مقرها في بيروت، الترويج لسياسة "سد الذرائع" أمام الاعتداءات الإرهابية، معتبرا انّه "من أخبث وأخطر أساليب الحرب الناعمة التي تبرر للإرهابيين جرائمهم من جهة، وتهيئ الناس تدريجيا للخضوع والإذعان لشروطهم وإملاءاتهم من جهة أخرى". ودعا بيان صادر عن الكتلة اللبنانيين، إلى مواجهة الاعتداءات الإرهابية، باعتماد "سياسة شد العزائم" بدل الإنكفاء والتراخي أمامها. وكان نواب وقياديو فريق 14 آذار، شددوا بعد التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا محيط السفارة الإيرانية في بيروت يوم الثلاثاء الماضي وأديا إلى مقتل 25 شخصا وجرح 147 آخرين، على وجوب عودة عناصر حزب الله الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري منذ أكثر من عام إلى لبنان، لعدم استجلاب الجهاديين إلى الداخل اللبناني. واعتبر حزب الله، أن التفجيرين الأخيرين "اندفاعه يائسة تكشف مدى الخيبة والتخبط اللذين بلغهما المتعهدون لتقديم تلك الخدمات"، مؤكدا أن "هذا الأسلوب المتوحش لن يستطيع الضالعون فيه تغيير المعادلات ولا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لا على المستوى المحلي ولا على المستوى الإقليمي". ودعت الكتلة، اللبنانيين إلى مراجعة ذاتية، والاستجابة لحوار "وطني جاد" لبلورة رؤية وطنية شاملة توحد اللبنانيين وتعتمد إستراتيجية وطنية شاملة للدفاع عن لبنان وحماية سيادته وحقه في استثمار جميع ثرواته، وتسهم في بناء "منطقة آمنة ومستقرة لا مكان فيها للاحتلال ولا مطمح فيها للغزاة ولا جوائز فيها للطامعين". وفي وقت سابق، اتهم مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي يزور بيروت، إسرائيل بالوقوف وراء تفجير محيط السفارة الإيرانية في بيروت، "مستخدمة التكفيريين لتنفيذها". وزار رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، الخميس مقر السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن لتقديم واجب العزاء، كما وفد من كتلة المستقبل النيابية التي يتزعمها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. ووصف النائب عن الكتلة عمار حوري، الذي تحدث باسم الوفد، التفجير ب"الجريمة الإرهابية"، لافتا إلى أن "اللحظة ليست للنقاش السياسي بل للترفع عن كل ما يفرقنا". ودعت سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان، رعاياها إلى "توخي الحذر" ومغادرة البلاد بسبب "الشحن الإعلامي" الذي اتهم المملكة بأنها وراء التفجير. وتم يوم الأربعاء تشييع جثامين 12 قتيلا من الذين قضوا في التفجير بينهم أربعة عناصر من حزب الله، فيما نقل جثمان المستشار الثقافي في السفارة إبراهيم الأنصاري إلى إيران ليوارى الثرى هناك.