طالب رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا اليوم الخميس، الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي برفض مشاركة أي طرف عرقي أو طائفي في مؤتمر "جنيف2"، حفاظاً على وحدة سوريا وعروبتها واستقلالها. وقال شاتيلا - في رسالة وجهها إلى العربي وتلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط نسخة منها: "إن المؤشرات الدولية والإقليمية لتحويل الدولة السورية إلى فدرالية انفصالية عرقية طائفية تتصاعد، فهناك أطراف من الائتلاف السوري تؤيد هذا الطرح، كما أن دعوة فريق كردي سوري انفصالي إلى مؤتمر جنيف هو إجراء في هذا الاتجاه"، مشيرا إلى المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الكبير القاضي بتقسيم سبع دول عربية . ورأى أن عملية تقسيم البلاد العربية جارية ولم تعد نظريات ووثائق، فقد انفصل جنوب السودان، وتمزّق العراق بدستور "بريمر" الأمريكي إلى ثلاثة أقاليم عرقية وطائفية تسودها الحروب حتى الآن، وانقسمت ليبيا بعد حرب الأطلسي على مرتكزات الدولة الليبية وباتت الأطراف الانفصالية تعلن عن دويلاتها في أكثر من ولاية ، وكل ذلك يجري باسم الدعوة للفدرالية التي تطبق طائفياً وعرقياً ومذهبياً، وليس على أساس إداري. وقال: "إننا نطالبكم برفض مشاركة اي طرف عرقي او طائفي الى مؤتمر جنيف ، لان المعنى الوحيد لذلك هو التسليم بالفدرالية قبل إجراء أي حوار، وهو مشروع مدمر لوحدة سورية وعروبتها واستقلالها وبخاصة بعد اعلان حكم ذاتي لمجموعة أكراد في الشمال السوري وتشكيل حكومة انفصالية من الائتلاف". وأضاف كمال شاتيلا: "لقد اتضح من تجارب العراق وليبيا والسودان ، أن الصراعات العربية خلطت بين النظام وبين الوطن ، فتحت شعار تغيير النظام ثم تدمير الوطن واستباحة شعبه ونهب مقدساته ، وما جرى لم يكن تبديل أنظمة وانما تدمير الوحدات الجغرافية لهذه الأوطان". وتابع قائلا: "لذلك لا بد من الاستفادة من هذه الدروس لمعالجة الازمة السورية ، فالتدخل الاجنبي العسكري وطروحات الفيدرالية وضرب الجيش الوطني لا تسقط رئيساً وتدمّر نظاماً فقط ، مهما كان عمق الخلافات العربية الرسمية معه ، إنما تؤدي حتماً الى تدمير سوريا وإلغائها من الصراع العربي – الاسرائيلي ، ثم الانتقال لتقسيم لبنان والاردن ودول في الخليج العربي". وطالب الجامعة العربية بإبلاغ دول أوروبا وأمريكا وتركيا وروسيا برفض الجامعة للتدخل العسكري في سوريا والرفض المطلق للفدرالية الانفصالية . كما أكد ضرورة امتناع اي طرف عربي عن تأييد ومساندة اي طرف فيدرالي او ميليشيوي متطرف - حسب تعبيره . كما دعا إلى سحب كل القوات والعناصر الاجنبية غير السورية من سوريا، لتسهيل الحوار بين السوريين الذين من حقهم وحدهم أن يرسموا مستقبلهم ويختاروا النظام السياسي الذي يريدونه. وقال شاتيلا: "إن إنقاذ وحدة سورية وعروبتها واستقلالها هو المهمة القومية الأولى للجامعة، وإلاّ فان الجامعة لا تلغي دورها فقط إنما تلغي ميثاقها ووجودها وكيانها وتتحول إلى شاهد زور لتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير".