الجهاز المناعي للإنسان مبرمج على التخلص من الكائنات الدقيقة كالفيروسات والبكتيريا ويكتسب مناعة تحد من تكرار العدوى أو تقلل من حدتها والفترة الزمنية التي تستغرقها، ولكن لا يمكن أن يتعامل الجهاز المناعي ضد الطفيليات بنفس مبدأ تعامله مع البكتيريا والفيروسات، وذلك لأن حجم الطفيليات ضخم جداً مقارنة بالبكتيريا والفيروسات، ولهذا يميل الجهاز المناعي للمهادنة وإستضافة الطفيليات مثل الدودة الدبوسية. هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، خلال الندوة التي ألقاها اليوم بقصر ثقافة روض الفرج، مشيراً إلى أن الديدان الدبوسية هى طفيليات شائعة تصيب الإنسان فقط، وتتطفل كما تشاء وتصيب الأطفال وخاصةً الذين يتميزون بعادة قضم الأظافر ومص الأصابع. وأوضح بدران أن هناك مليار شخص في العالم مصاب بالدودة الدبوسية، كما تنتشر في الأطفال خاصةً مراكز الرعاية اليومية والحضانات والمدارس، وتصيب 40 مليوناً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وترتفع هذه النسبة في الدول الأفريقية. وأشار بدران إلى أن الصراصير المنزلية لها دور فعال في نقل البكتيريا والفطريات المسببة للأمراض، مؤكداً أن الصراصير تنقل 26 مرضاً للإنسان. الأعراض أوضح بدران أن ثلث الحالات تحدث بلا أعراض عن طريق الحاملين للطفيل الذين لا يشعرون بأعراضه، ولكن قد تظهر الأعراض عن طريق حكة في الشرج والجلد المحيط بالشرج خاصةً أثناء الليل، وربما تكثر في الإناث أيضاً حكة مهبلية وألم أثناء التبول، وتكرار الحكة ربما يسبب إلتهابات جلدية وحساسية وإكزيما حول الشرج، بالإضافة إلى الاسهال، فقدان الشهية، قلق وتوتر عصبي، صعوبة النوم. ولكن المضاعفات غير شائعة، كإلتهاب الزائدة الدودية، إلتهابات في قناة فالوب، التهاب المثانة والمجاري البولية، أما الحالات الشديدة من العدوى بأعداد كبيرة تسبب فقدان الوزن، وآلام في البطن، والقيء. العلاج أكد بدران أن النظافة الشخصية سر الوقاية من هذه الديدان، مشيراً إلى أن التشخيص يفيد في العلاج واستكمال الشفاء، حيث أنه لا يمكن التخلص من الديدان الدبوسية في المجتمع أو القضاء عليها بالأدوية، حيث أن غالبية المصابين لايشكون لعدم وجود أعراض. ولكن إحتمالية ظهور البيض الخاص بالديدان في تحليل البراز من 5 % إلى 15%، أما في حالات العدوى الكثيفة ربما ترى إناث الديدان بالعين المجردة، وربما تبدو الديدان البالغة واضحة خلال الفحص بالمنظار. وينصح بدران بالإستحمام بماء دافئ يومياً، قص الأظافر، إرتداء المصاب "جوانتي" خلال النوم لتجنب الحكة، لأن الحكة هى عدوى جديدة ذاتية، غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون قبل وبعد قضاء الحاجة وقبل تناول الطعام، غسل فراش السرير بالماء الساخن وتعريضه لأشعة الشمس، غسل الألعاب للأطفال أيضاً بالماء الساخن، غسل الملابس الداخلية وملابس النوم يومياً بالماء الساخن لمدة أسبوعين على الأقل، وذلك لأن بيض الديدان الدبوسية يلتصق بالملابس والملاءات والستائر والأثاث ومقابض الأبواب والصنابير. وحذر بدران من غبار المنزل الملوث الذي يدخل الجسم عن طريق الأنف أو الفم ومنه للحلق، ومن فراء الحيوانات المنزلية، كما ينصح في حالة إصابة أحد أفراد الأسرة بالعلاج الجماعي.