تظاهر آلاف السلفيين أمام منزل الرئيس اليمني في صنعاء للمرة الثانية هذا الشهر للمطالبة بوضع حد للحصار الذي يقولون أن المتمردين الحوثيين الشيعة يفرضونه على منطقة دماج التي تشكل معقلا لهم في شمال غرب البلاد. ودان المحتشدون في بيان "تخاذل الحكومة والجيش عن إنهاء حصار الحوثيين على منطقة دماج والمستمر منذ أربعين يوما". كما طالب البيان الذي تلي في التظاهرة، السلطات اليمنية ب"سرعة انهاء سيطرة الحوثي على صعدة ونزع أسلحته وتشكيل لجان تحقيق حول الجرائم والانتهاكات المرتكبة في صعدة منذ مطلع عام 2011". وتدور منذ اسابيع معارك بين الحوثيين والسلفيين الذين يتحصنون بالآلاف داخل وفي محيط مركز تعليمي سلفي في منطقة دماج الواقعة في ضواحي مدينة صعدة، معقل الحوثيين. وفيما يؤكد السلفيون أنهم يتعرضون لحصار ولقصف عنيف من الحوثيين، يؤكد هؤلاء الاخيرون أن دماج تضم الآلاف من المقاتلين المتطرفين الاجانب الذين يصفونهم بالتكفيريين. وأسفر النزاع عن عشرات القتلى بحسب السلفيين، فيما تمكن الصليب الأحمر من إجلاء 34 جريحاً من دماج الخميس، خلال رابع دخول للمنظمة الدولية إلى دماج منذ 24 تشرين الأول/أكتوبر. كما تشهد ثلاث جبهات أخرى في محيط صعدة مواجهات عنيفة بين الحوثيين وأبناء القبائل المؤيدين للسلفيين. وقد تداعى أبناء القبائل لمساندة دماج وهم يفرضون حصاراً على مناطق للحوثيين لاجبارهم على فك الحصار عن دماج. وصعدة هي معقل التمرد الحوثي الشيعي الذي خاض ست حروب مع الحكومة اليمنية منذ 2004 ويشارك حاليا في العملية السياسية الانتقالية. والمركز التعليمي السلفي الواقع في دماج هو في صلب نزاع مستمر منذ عدة سنوات بين المتمردين الشيعة والسلفيين السنة وشهدت منطقة دماج مواجهات متقطعة بين السلفيين والحوثيين منذ 2011. وكانت هذه المواجهات اشتدت خلال الاحتجاجات التي شهدها اليمن في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. واحتدمت التوترات مجددا في الآونة الأخيرة في المنطقة بموازاة عدم التوصل إلى توافق نهائي في الحوار الوطني اليمني، وبموازاة احتدام التوتر الطائفي في المنطقة عموما.