واشنطن تهدد بسحب تمويل الأممالمتحدة حال الاعتراف بالدولة الفلسطينية الرئيس الأمريكي باراك أوباما واشنطن: كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي سوزان رايس حذرت من أنه ليس هناك "خطر أكبر" على التمويل الأمريكي للأمم المتحدة من احتمال اعتراف أعضائها بالدولة الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن رايس قولها: "بصراحة لا يمكنني أن أفكر في خطر أكبر على قدرتنا بالحفاظ على دعمنا المالي والسياسي للأمم المتحدة من هذا الاحتمال (التصويت في الجمعية العامة لإقامة الدولة الفلسطينية). وأضافت وفقا لما نقلت وكالة فلسطين برس: إن هذا الاحتمال في حال تحققه 'سيكون مدمراً سياسياً بمعنى الكلمة في السياق المحلي كما يمكن أن تتصوروا'.
وتشير الصحيفة إلى أن شريط فيديو وردت فيه هذه التعليقات أزيل من على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت".
وقال ناطق باسم رايس محاولاً التقليل من تأثير كلامها: "كانت هذه ملاحظات غير رسمية في سياق محلي".
يذكر أن واشنطن وإسرائيل تمارسان ضغوطاً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتخلي عن خططه الرامية إلى الطلب من الجمعية العامة التي تضم 192 دول بالتصويت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعها السنوي في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
ويعارض الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة الخطوة المرتقبة، ما يعزز احتمال لجوء واشنطن إلى استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الذي يتوقع أن يصوت على اقتراح إقامة الدولة الفلسطينية في شهر يوليو/تموز المقبل.
لكن المسئولين الفلسطينيين يقولون: إن هناك تصميماً على الالتفاف على الفيتو الأمريكي باستخدام آلية نادرة استخدمت خلال الحرب الباردة تسمى "الاتحاد من أجل السلام"، وبموجبها يمكن أن تبطل أغلبية الثلثين في الجمعية العامة مفعول الفيتو الأمريكي.
وتابعت الصحيفة: رغم أن الفلسطينيين يعتقدون أن بإمكانهم تأمين مثل هذه الأغلبية، فإن الجمعية العامة لا تملك صلاحية منح العضوية في الأممالمتحدة لدولة فلسطينية جديدة، أي أن الحصول على تصويت أغلبية ثلثي الأعضاء لن تكون له سوى أهمية رمزية.
وأوضحت أن سحب واشنطن التمويل من الأممالمتحدة "سيكون مدمراً للمنظمة الدولية، إذ إن الولاياتالمتحدة توفر نحو ربع ميزانيتها من أصل 2.5 مليار دولار من ميزانيها السنوية"، أي نحو 600 مليون دولار.
وتتابع الصحيفة البريطانية قائلة: إن الولاياتالمتحدة حريصة على تجنب اللجوء إلى استخدام حق الفيتو، إذ تشعر واشنطن بالعزلة بشكل متزايد في دعمها لإسرائيل في ظل الدعم الدولي المتنامي لإقامة الدولة الفلسطينية حتى داخل أوروبا، مضيفة أن استخدامها للفيتو سيضر بصورة أوباما في منطقة الشرق الأوسط السريعة التغيير.