لا يوجد بيت في مصر الا واحد افراده يعاني من ارتفاع نسبة الأملاح في جسمه لدرجة أن 40% من المصريين أصيبوا بضغط الدم وبالتالي الأزمات القلبية والقصور الكلوي الشديد وهشاشة العظام..يقول د.جمال شعبان نائب رئيس معهد القلب القومي أن ارتفاع نسبة ملح الصوديوم (ملح الطعام) يؤدي بالإضافة إلي الأعراض المذكورة آنفا إلي هبوط في عضلة القلب .. ويؤكد د.جمال أن الجسم يحتاج فقط ل 6 جرامات يوميا فقط ، لكن ثقافة الشعب المصري وهما "العيش والملح" جعلت الملح عنصرا أساسيا علي مائدة الطعام في الوقت الذي تحتوي فيه الأطعمه علي كفايتها من الأملاح .. وهذه للأسف عادة سيئة لأن الملح يعد علي رأس قائمة السموم البيضاء الثلاث (الملح والسكر والدقيق) لأنها تؤدي لتصلب الشراين وأزمات القلب والكلي .. فزياده ملح الصوديوم عن المعدل المسموح به يوميا يعد تحميلا علي الكلي، وبالنسبة لمرضي تمدد عضله القلب يجب أن يتناولوا طعاما خاليا من الملح أو المخللات .. وفي حالة زيادة نسبة الصوديوم تزداد أيضا نسبة الماء داخل الأوعية الدموية ، مما يؤدي إلي حدوث تورم في الجسم ويظهر في المنطقة أسفل العين أو البطن علي هيئة استسقاء أو في الأطراف وأحيانا يتم احتقان الماء والملح داخل الرئة مما يعرف بالأوديمة الرئوية وهذه تعتبر من حالات القلب الحرجة لأنها تكون مصحوبة بنهجان شديد ونقص الأوكسجين في الدم وتستدعي وضع المريض في الرعاية المركزة ، وللتخلص من نسبة الأملاح الزائدة يتناول المريض أدوية مدرة للبول ، مما يساعد الكلي علي التخلص من ملح الصوديوم وبالتالي الماء الزائد وفي الدول المتقدمة وإيمانا بخطورة ملح الصوديوم يفرض علي الشركات المنتجة للأغذية تحديد كمية الصوديوم الموجودة في المنتج علي العبوة. بالنسبة لملح البوتاسيوم وهو صحيا أكثر فائدة من ملح الصوديوم ويوجد في الخضراوات ويساعد علي ضبط إيقاع ضربات القلب وضبط الضغط ، ولكن ارتفاع نسبته عن المعدل المسموح به يؤدي إلي أعراض خطيرة في القلب وتوقف عضلة القلب وأحيانا يحتاج المريض لغسيل كلوي طارئ.وكشف الدكتور جمال عن أسباب زيادة الأملاح بأنها قد تكون أسبابا داخلية بمعني وجود اختلال في وظائف الكلي والغدد الصماء ، مما يؤدي إلي اضطراب في نسب الأملاح في الدم ، وقد تكون لأسباب خارجية منها تناول ملح الصوديوم "ملح الطعام" والمخلل والأغذية المحفوظة والمعلبات والوجبات الجاهزة ، والعصائر المحفوظة والمشروبات الغازية. (40% مهددون) وفي سياق متصل جاء يوم الصحة العالمي لهذا العام تحت شعار "اضغط ضغطك تحافظ علي حياتك" ، ففي مصر ما يقرب من 40% من البالغين في مصر يعانون من ارتفاع ضغط الدم وكان التركيز علي العوامل الرئيسية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم وتتصل بأسلوب حياتنا مثل النظم الغذائية غير الصحية ، وفي مقدمتها الإفراط في استهلاك الملح ، ونصحت منظمة الصحة العالمية بتقليل الملح في الأغذية المصنعة ، خاصة أن تناول كميات كبيرة من الصوديوم يؤدي إلي زيادة خطر وقوع السكتة الدماغية والسكتة المميتة ومرض القلب التاجي المميت ، وأوصت منظمة الصحة العالمية بإنقاص المتناول من الصوديوم إلي أقل من (5 جرامات كل يوم من الملح) من أجل خفض ضغط الدم والحد من خطر المرض القلبي الوعائي والسكتة الدماغية ومرض القلب التاجي. وفي دراسة أمريكية أشارت إلي أن العالم يستهلك من الملح أكثر من ضعف ما يحتاجه ، وهو ما يؤثر بشكل كبير علي الصحة ، وكشفت الدراسة أن ست دول فقط تستهلك الصوديوم بما لا يزيد علي المتوسط الذي حددته منظمة الصحة العالمية الأكثر من ذلك أن مصر جاءت في المركز الثالث بين أعلي الدول في معدلات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بإجمالي 638 وفاة لكل مليون شخص ، وأرجعت الدراسة هذه الإصابات إلي الإفراط في تناول ملح الصوديوم ، الموجود في الأغذية المصنعة واللحوم والجبن والمأكولات السريعة ، التي تتسبب في رفع ضغط الدم ، وما يتبعه من أمراض القلب ، كالنوبات والسكتات القلبية ومشكلات الشرايين والأوعية الدموية إلي جانب الأسباب مثل السكر التدخين والسمنة وغيرها. د.عفاف عزت أستاذ الكيمياء الحيوية وعلوم التغذية بالمركز القومي للبحوث قالت: الشكوي من زيادة الأملاح أصبحت متكررة ولكن الحديث عنها يتطلب التفرقة بين زيادة ملح الصوديوم وزيادة الأحماض و"الأوكزالات" بالنسبة لملح الصوديوم فنجد أننا نستهلك كميات تفوق المعدلات المسموح بها من ملح الطعام في وجباتنا وكذلك المخللات ، وهذا بالطبع يؤدي إلي مشاكل في القلب ويؤثر علي امتصاص الكالسيوم في القناة الهضمية ، وبالتالي تؤدي إلي هشاشة العظام ، أما زيادة الأحماض و"الأوكزالات" في الجسم يساعد فيها تناول أطعمة وفواكه معينة مثل السبانخ والموالح كالفراولة والبرتقال. وتنصح الدكتورة عفاف بتقليل تناول ملح الطعام ولأن هناك سلوكيات يومية نكتسبها منذ الصغر ، ويعتاد عليها الأطفال يجب إبعادهم عن المخلل والوجبات الجاهزة باعتبارها مراحل عمرية حساسة خاصة مع دخول شريحة من المراهقين وفي مراحل عمرية مبكرة دائرة الإصابة بالضغط وأمراض القلب". شرب المياه مفيد جدا أما د.محمد شوقي استشاري جراحة الكلي والمسالك ومدير مستشفي المنيرة قال "بالفعل شهدت السنوات العشر الأخيرة زيادة في معدلات الأملاح ، وتتمثل العوامل المساعدة علي ترسيبها نقص شرب المياه ومع ارتفاع درجة الحرارة وعدم توافر المياه الصالحة للشرب في أماكن كثيرة والدليل علي ذلك زيادة مرضي الفشل الكلوي في مصر. " واستطرد بقوله "توجد أنواع متعددة من الأملاح لكن أكثرها انتشارا أملاح الكالسيوم بنسبة 40 في المائة والناتجة عن كثرة تناول المخللات والمواد الحريفة وكذلك الموجودة في بذور الجوافة والمشمش والخوخ ، وهذه النوعية تؤدي إلي تكون حصوات في الجهاز البولي والمثانة والحالب ، أيضا أملاح :حمض البوليك" وتشكل نفس النسبة تقريبا ويتسبب فيها كثرة تناول البقوليات والبروتينات ، وعادة ما يصاحب الأمراض المزمنة التي تؤثر علي مناعة الجسم ، وتؤدي هذه الأحماض إلي حصوات وتؤدي التهابات متكررة في الجهاز البولي وفشل كلوي ، وتترسب أملاح حمض البوليك في المفاصل الطرفية مثل القدم نتيجة لترسب الأملاح فيها ، كما قد تساهم في تكون حصوات في الكلي وارتفاعه لفترات طويلة قد يسبب النقرس الذي أصبح شائعا بشكل ملحوظ ، ويرجع إلي تناول اللحوم بكميات كثيرة ، مما يؤدي إلي ارتفاع نسبة حمض البوليك في الدم ، ونسبة العشرين في المائة المتبقية تتنوع بين باقي أنواع الأملاح مثل الفوسفيت واليورات وغيرها. "ونصح الدكتور محمد بتقليل المواد الحريفة والبروتينات والبقوليات والفاكهة ذات البذور وشرب مياه بمعدل لا يقل عن 3 لترات يوميا خاصة مع ارتفاع حرارة الجو ، حيث يفقد الجسم مياها كثيرة عن طريق العرق والتنفس وتتركز الأملاح ، ويعد الإكثار من شرب الماء والسوائل يقلل من ترسيب هذه الأملاح. ومن جانبه قال : الدكتور خالد الجمل أستاذ جراحة الكلي والمسالك بكلية الطب بنها قال: "زيادة نسبة الأملاح لها شق وراثي بمعني أن هناك فئة يكون لديها استعداد وراثي ، وشق غذائي ينتج عن تناول البقوليات والوجبات الجاهزة والمشروبات ذات اللون الغامق إلي جانب عوامل مساعدة منها ارتفاع حرارة الجو ، فمن يعلمون ويتعرضون لدرجة حرارة عالية أكثر عرضه لزيادة نسب الأملاح في الجسم مع عدم شرب المياه ، كل هذا يؤدي إلي ترسيب الأملاح في الكلي والجهاز البولي وينتج عنه وجود حصوات قد تؤدي إلي انسداد في الكليتين وتنتهي بالإصابة بالفشل الكلوي وأضاف بقوله تظهر أعراض زيادة الأملاح في الشعور بألم عند التبول أو ألم في المفاصل أو ألم أسفل القدم. وبالنسبة الأطفال الصغار قال الدكتور خالد إن زيادة معدلات الأملاح قد ترجع إلي وجود عيب خلقي أو جيني ، وهنا يتم إجراء بحث للوظائف الكيميائية للجسم.
