اتهم سرور الوادعي، الناطق الرسمي لأبناء منطقة "دماج" بمحافظة صعدة شمال اليمن، جماعة الحوثي "الشيعية" بقتل وجرح عشرات المواطنين، وتدمير نحو 50 منزلاً في قصف بالأسلحة الثقيلة للمنطقة، منذ وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء. وقال في تصريحات لوكالة "الأناضول" التركية ، إن "جماعة الحوثي ما زالت حتى الآن تقصف منطقة دماج بالدبابات، والمدافع، وقذائف الهاون، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن تدمير نحو 50 منزلاً". وأشار إلى أن "مسلحي الحوثي قاموا أيضاً بتدمير مستشفى، وعدد من المساجد، مع فرض حصار على آلاف المواطنين في منطقة دماج" . وأضاف، أن "الحوثيين يمارسون حرب إبادة لمنطقة دماج السنية التي تعتبر المنطقة الوحيدة الخارجة عن سلطة الحوثي في المحافظة التي يسيطر عليها منذ سنوات". يأتي ذلك بعد يوم من إعلان لجنة وساطة مكلفة من قبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، للعمل على وقف اشتباكات بين الحوثيين والسلفيين، عن فشلها في مهتمها. وقال رئيس اللجنة ، يحيي منصور أبو أصبع، في تصريحات للصحفيين أمس، إن "الأوضاع في منطقة "دماج" بمحافظة صعدة، متوترة منذ فترة، ولم تتمكن اللجنة من وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن المواجهات مستمرة ولم تتوقف أو تهدأ. وأضاف أن "الطرفين يرسل كل منهما رسائل إلى اللجنة يتهم خلالها الطرف الآخر بإطلاق النار، وبحكم عدم وجود مراقبين لا نستطيع التأكد من الجهة التي بدأت بالخروقات وإطلاق النار". ولفت إلى أن "اللجنة لم تتمكن من توزيع مراقبين في مواقع محددة، من أجل ضمانة وقف إطلاق النار، كما أنها لم تستلم أي موقع، قائلاً: إن "تم ذلك فإنه يتم تسليمها للجيش وليس للجنة". وفي هذا الصدد شدد على أن اللجنة ستواصل جهودها، من أجل وقف إطلاق النار، وذلك تمهيدًا لانتشار الوحدات العسكرية لإحكام السيطرة على المنطقة. وحول وجود قتلى أو مصابين خلال الاشتباكات، أشار أبو أصبع إلى أن لجنة الوساطة لم تتمكن من الحصول على معلومات دقيقة حول عدد القتلى أو الجرحى من الطرفين، الذين يؤكدان أن لديهم قتلى وجرحى، وأنه يتم التنسيق مع الهلال الأحمر لإسعاف الجرحى. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جماعة الحوثي حول هذه الاتهامات. وعلى مدار ستة أشهر مضت تشهد منطقة دماج، اشتباكات بشكل متقطع بين جماعة الحوثيين وجماعة سلفية ، ويتهم كل طرف الآخر بأنه من بدأ بالاعتداء. ومنذ شهرين أصدر الرئيس اليمني، قرارًا بإنشاء لجنة، تتكون من عدد من السياسيين ومشايخ القبائل، للوساطة بين الطرفين بدلاً من تدخل الجيش، حتى لا يصطدم مع أي طرف. ويتهم، السلفيون الذين يقطنون منطقة دماج، الحوثيين بقصف قراهم ومنازلهم بالأسلحة الثقيلة، ومحاصرتهم بشكل مستمر، بينما تؤكد جماعة الحوثي أن ما يصفونهم ب"المجاميع التكفيرية" يقومون بقتل أنصارهم في المنطقة. في المقابل، يتهم مسؤولون يمنيون إيران بتسليح جماعة الحوثي اليمنية الشيعية، المسيطرة على محافظة صعدة، والتي خاضعت عدة حروب مع الجيش اليمني، وهو ما تنفيه طهران والجماعة اليمنية.