أوضح رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" أن "مشروع العصر" يأتي تتويجاً لحالة التآخي والديمقراطية التي تعتبر من مكتسبات العهد الجمهوري، وأن حزب العدالة والتنمية التركي لم يحقق منجزات تنموية ومواصلاتية فحسب، بل حقق منجزات معنوية أهمها تأليف القلوب بين جميع أبناء المجتمع.جاء ذلك في كلمته خلال فعاليات افتتاح مشروع "مرمراي"، الذي سمي بمشروع العصر، والذي يربط ما بين الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة اسطنبول من خلال نفق شيد تحت مضيق اسطنبول "البوسفور"، محققاً بذلك مشروعاً راود الأتراك عبر 150 عاماً. ورحب "أردوغان" في كلمته بالمسؤولين من رؤساء ورؤساء وزراء ووزراء وسفراء ومواطنين قدموا لمشاركة تركيا فرحتها، خاصّاً بالشكر الرئيس الصومالي ورئيسي وزراء اليابان ورومانيا، وتمنى من الله تعالى أن يكون المشروع خطوة ملؤها الخير على البلاد، مترحماً على روح السلطان محمّد الفاتح الذي فتح اسطنبول عام 1453، وأرواح السلطانين عبد المجيد وعبد الحميد الثاني اللذين خطط لهذا المشروع في عهدهما لكن لم يكن بالإمكان تنفيذه لنظراً لتكنولوجيا ذلك العصر. كما شكر "أدروغان" كل من سعى من أجل تحقيق مشروع العصر "مرمراي"، مذكراً أن افتتاح المشروع يأتي بالتزامن مع الذكرى السنوية ال 90 لتأسيس الجمهورية التركية، على يد القائد المؤسس مصطفى كمال أتاتورك، ومعتبراً أن افتتاح المشروع أثبت أهمية المنجزات التي حققتها الجمهورية التركية، في ظل التآخي والتآلف بين جميع مكوناتها. وذكر "أردوغان" أن مصطفى كمال أتاتورك، خرج من "اسطنبول" إلى مدينة "صمصون" على متن سفينة متواضعة، أبان حرب الاستقلال، ليقود الحرب بقوة وعزيمة، بفضل بسالة المقاتلين الاتراك، وأن تلك الخطوات أمكنت تركيا اليوم من الوصول إلى ما وصلت إليه. وأضاف "أردوغان" أن تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية باتت تحتوي على 50 مطاراً، وأن "مرمراي" ليست مشروعاً يربط قارتين فحسب بل مشروع حقق حلماً راود الأتراك لأكثر من 150 عاماً، وأثبت أن "شعبنا بإيمانه وعزيمته قادر على تحقيق أحلامه، لذا فإن "مرمراي" ليس مشروعاً لاسطنبول وحدها، بل هو مشروع لتركيا كلها وللانسانية، وهو مشروع سلام وتضامن سيربط "طوكيو" ب"بكين" و"لندن" عبر اسكودار في اسطنبول". وتابع أردوغان" أن قطارات تركيا ستعبر من تحت البحر ناقلة المحبة والقلوب المفعمة بالصدق عبر القارات، وأن الحكومة تعمل بكد من أجل إتمام العمل بالأنفاق التي ستنقل السيارات أيضاً من تحت البحر، كما أن الحكومة ستنتهي قريباً من العمل بالجسر الثالث الذي سيربط القسم الآسيوي بالأوروبي من مدينة اسطنبول، مضيفًا أن على الجميع من كافة المشارب الافتخار بالاستثمارات التي تقوم بها الحكومة في اسطنبول، ومؤكّداً أنه ليس سيداً على الشعب بل خادماً له. وختم "أردوغان" بالتذكير بالمشاريع الأخرى التي تعمل الحكومة على انجازها، كمشروع المطار الثالث لاسطنبول، ومشروع القطار السريع، مشيراً أن "مشروع مرمراي" الذي راقبته الأوساط العلمية باهتمام بالغ، والذي راعى حتى أماكن وضع الأسماك بيضها في البحر، لكي يكون صديقاً للبيئة، سينقل من تحت البحر 75 ألف شخص في الساعة، من قارة إلى أخرى شاكراً التعاون الذي أبداه الموظفون والفنيون ورئاسة الجمهورية وكافة شرائح الشعب. تركيا تفتتح مشروع «مرمراي العملاق» لربط آسيا بأوروبا وزير المواصلات التركي: مشروع «مرمراي» حلقة جديدة في طريق الحرير