كوستن يحكى صعوبات نقل تمثال طه حسين من روسيا للقاهرة السروى ينحت ثلاث نسخ من تمثال طه حسين و يهدى أحدهم للمجمع شوشة : اليوم احتفال ثلاثى بطه حسين والطنطاوى والعلاقات المصرية الروسية الشافعى : الاستشراق الروسى برئ من التهمة المخابراتية " ليس هناك موت أحب للرجل النبيل من هذا الموت الذى يأتيه من العلم و يأتيه و هو غارق فى العلم " تلك كلمات الراحل طه حسين عميد الأدب العربى الذى عاش و مات للعلم ، و فى ذكراه الأربعين احتفى به مجمع اللغة العربية ، و كشف النقاب عن تمثال طه حسين الذى نحت خصيصا لهذة المناسبة بروسيا . و تحدث المستشرق الروسى " فاليرى كوستن " صاحب فكرة نحت تمثال طه حسين بروسيا عن مدى إعجابه بطه حسين أديبا و عميدا ، كما تحدث عن فكرة نحت التمثال و علاقته بمجمع اللغة العربية ، و رحلة نقل التمثال من روسيا إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة و الصعوبات التى واجهها لنقل التمثال نظرا لكبر حجمه و ما عاناه فى الجمارك و التفتيش الذى لم يخرج منها إلا بعد أن دفع " الحلاوة "! نحت التمثال د. أسامة السّروي أستاذ النحت بجامعة حلوان و المستشار الثقافي المصري في موسكو، قام بتجهيزه تخليدًا لذكرى الدكتور طه حسين و أهداه إلى المجمع و ذلك بعد اختفاء تمثال طه حسين الذى كان قائما فى أحد ميادين مدينة المنيا فى شهر فبراير الماضى ، و لم تتمكن الأجهزة المعنية من فك لغز هذا الحادث. و قال السروى فى كلمته التى بعثها بخصوص افتتاح التمثال بالمجمع أنه يأتى تاليا لافتتاحه بمدينة تيفير الروسية على شرف الذكرى الأربعين لرحيل الأديب الكبير ، تخليدا لذكراه و اعترافا باسهماته العظيمة فى نهضة الثقافة الحديثة بمصر و الوطن العربى . و أعلن عن افتتاح النسخة الثالثة من التمثال فى معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو فى 22 نوفمبر 2013 ، و شكر النحات الشاعر فاروق شوشة و المستشرق كوستن على تذليل العقبات فى سبيل إقامة و نقل التمثال إلى القاهرة . كما عبر السروى عن شعوره بالسعادة و الشرف لإقامة التمثال ، كما قام من قبل بنحت تمثالين للفنان سيد درويش بمكتبة لينين المركزية و بفرع متحف بوشكن للفنون الجميلة بجامعة العلوم الإنسانية بموسكو ، و إقامة تمثال العالم العربى ابن خلدون فى حديقة مفتوحة أمام مكتبة الآداب الأجنبية بقلب العاصمة موسكو ، فى إطار الحرص على التواجد الثقافى الدائم لمصر بالعاصمة الروسية . و من أعماله أيضا تمثال محمود مختار فى طشقند ، و تمثال الكاتب الروسى أنطون تشيخوف بالمركز الثقافى الروسى بالقاهرة ، و العالم العربى جابر بن حيان أمام الجامعة الروسية بالقاهرة ، و تمثال الشيخ عياد الطنطاوى بدار الكتب و الوثائق القومية و الذى سيقام تمثاله الآخر بجامعة بطرسبرج بروسيا قبل نهاية هذا العام ، كما سيهدى فى ديسمبر القادم دار الاوبرا المصرية تمثال الموسيقار الروسى العظيم تشياكوفسكى . و ذلك اعتزازا بأعلام ثقافتنا و الثقافة العالمية متمثلة فى عباقرة الإبداع فى شتى المجالات ، و ختم رسالته بقوله " عاشت ذكرى عميد الأدب العربى د. طه حسين و عاشت الثقافة المصرية منارة رائدة للإشعاع الحضارى و عاشت مصرنا الحبيبة موطنا للإبداع ووطنا للمبدعين ". من جانبه تحدث الشاعر فاروق شوشة عن تواريخ هامة فى حياة طه حسين الذى ولد فى 1889 وتوفى فى مثل هذا اليوم من عام 1973 ، و فى عام 1940 دخل مجمع اللغة العربية و انتخب أول نائب فى تاريخ المجمع عام 1960 ، و ظل رئيسا له لمدة 10 سنوات من عام 1963 إلى 1973 . و ألقى شوشة أبرز المقولات التى قيلت عن طه حسين بعد الرحيل حين قال توفيق الحكيم : لقد صعدت روحه إلى بارئها بعد ان اطمئنت على انتصار مصر فى معارك أكتوبر ، و قال عنه د. مدكور: استنكر التسليم المطلق و دعا للبحث و التحرى و الشك و المعارضة و ادخل المنهج النقدى فى ميادين لم يدخلها من قبل و أصبح عميدا للغة العربية ، فيما قال عبد الرحمن بدوى عن طه حسين أنه الموقظ الأكبر للعقل العربى فى العصر الحديث . و قال شوشة أن المجمع اليوم يجمع احتفال ثلاثى بالاحتفال بالذكرى الاربعين لطه حسين و الاحتفال بالعلاقات المصرية الروسية التى مضى عليها 70 عاما ، و ذكرى مرور 100 عام على مولد عياد الطنطاوى الذى سافر لروسيا بعد دعوة رسمية من القيصر ، و ظل هناك حتى مات . فيما تحدث رئيس المجمع الحالى د. حسن الشافعى عن دور طه حسين فى مصر و العالم بأجمع ، و أن القضيتان التى عاش من أجلهم طه حسين هو اهتمامه بالشعر العربى القديم و ربطه بالمعاصر لربط الشباب بتراثهم ، و كان حريصا على متابعة الاستشراق الروسى ، ووصف رئيس المجمع الاستشراق الروسى بالجدية و المصابرة من أجل العلم و أنه يبرء من الارتباط بمراكز المخابرات . و تابع الشافعى أن طه حسين كان يعيش الثقافة العربية فى عقله و الثقافة الإسلامية فى وجدانه و روحه ، و تحدث عن قرائته لكتابات المقربين لطه حسين منهم محمد حسن الزيات زوج ابنته الوحيدة أمينة ، و محمد الدسوقى أحد رجالات المجمع الذى كان مقربا لطه حسين ، و قال أن أول شئ كان يفعله عندما يصل إلى بيته هو فتح إذاعة القرآن الكريم ليستمع لصوت الحصرى . كما تحدث عن الشيخ محمد عياد الطنطاوى الذى ذهب إلى روسيا ناقلا الثقافة العربية لهناك و مصورا للثقافة الروسية فى كتابه الشهير،و ختم حديثه بدعوة الحاضرين لقراءة الفاتحة لكلا من طه حسين و عياد الطنطاوى .