هنأ الرئيس المؤقت لجمهورية مصر العربية المستشار عدلي منصور، الشعب المصري بمناسبة الذكري الأربعين لانتصارات حرب السادس من اكتوبر، مشيرا إلي أن هذا اليوم كان و سيظل عنوان الكبرياء لمصر و الأمة العربية بأسرها. و قال منصور في خطابه للأمة مساء اليوم السبت:"أن يوم 6 أكتوبر لم يكن يوما فارقا في التاريخ المصري و العربي، بقدر ما كان تتويجا لطريق كفاح و فخر سلكنه معا شعبا و دولة، أبي فيه الشعب المصري العظيم أن يساوم على وطنه و كرامته و لو بقوت يومه أو قطرات دمه"، مضيفا : " تذكرنا قيم ال6 من أكتوبر بمسيرة نضال استعدنا فيها التراب السليب حين أنكرنا ذاتنا و التزمنا مسئوليتنا و انصهرت طموحاتنا الشخصية بحلم واحد من أجل وطن واحد". و أضاف : "أن طريقنا للنصر بدأ من لحظة توهم فيها عدونا أننا ننكسر أمام المحن و حين خوضنا حربا للاستنزاف أكدت أن مصر إرادتها لم و لن تنكسر". و أوضح أن " عدونا لن يتمكن من أن يروعنا أو يركعنا .. فتحطمت أوهامه على صخرة إرادتنا .. بمثلها أيها الإخوة والأخوات .. سنحطم أوهام كل من يستعدي مصر شعبا أو يتعالي عليها وطنا". وقال الرئيس عدلي منصور: "انتصرنا حين توجها للمستقبل وأخذنا بأسبابه علما وعملا و تضحية، انتصرنا حين تسامينا على ضيق المورد وأحبطنا محاولات تحجيم قدراتنا أو التحكم في مقدراتنا، انتصرنا حين لم تعجزنا شماتة الحاقدين أو مكائدهم ولو كانوا منا أو بيننا، انتصرنا حينما عرفنا أن من كانت قضيته عزة الوطن ونصرته يكون أهلا لنصرة الله". وتابع منصور القول: "نسير على درب المستقبل معا، وفقا لخطوات صدقت عن إرادتكم في الثلاثين من يونيو 2013 تتمة لأهداف 25 يناير 2011، نكتب اليوم دستورنا، دستور لكل المصريين، يكتبه كل المصريين لا دستور فئة ولا جماعة ولا فصيل، دستورا كل من يعرفون مصر وطنا ولا يعرفون وطنا غيره، وفي الغد القريب نتمم بناءنا الدستوري بانتخابات برلمانية حرة ونزيهة، تفرز لنا ممثلين مؤهلين لهذا الشعب وبعد أن شرعنا في تلك المرحلة التأسيسية ومع تنفيذنا لخارطة مستقبل مصر، فإنني أتطلع إلى حراك مجتمعي حقيقي بكل ما يتطلبه ذلك من مشاركة فاعلة من كل أبناء الوطن". وأضاف:" مشاركة نشطة أدعو إليها وأشجعها، يكون فيها للشباب والمرأة دورهم المهم والمستحق في كافة ميادين العمل الوطني ومجالاته، مشاركة قائمة على العمل الصادق والدءوب، مشاركة تلتزم بالقانون ومصالح الوطن، مشاركة تترفع عن المزايدة والمهاترات والمصالح الشخصية الضيقة". و أشار إلي إن "المعطيات الحالية تثبت أنه في أمكاننا أن نصنع لمصر مستقبلا مشرقا، فالأمل قائما و أحلامنا مشروعة و قابلة للتحقيق أذا أحسنا البذل و العطاء في تلك المرحلة الدقيقة من تاريخنا، ففي هذه الذكري العظيمة أقول لكم أن مصر اليوم تتطلع إلي عطائكم فلنلبي ندائها". و قال : " أن نصر أكتوبر فرض واقعا جديدا و فتح طريقا إلي السلام بعد أن طوي صفحات الهزيمة و النكسة، و بعد أن أسترد لمصر كبريائها و للعسكرية المصرية أعتبارها، فأن مصر تؤمن ان السلام كل لا يتجزأ، سلام عادل و شامل يضمن أنهاء الاحتلال الاسرائيلي لكل الأراضي العربية المحتلة عام 1967، يقيم دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدسالشرقية، و ستظل مصر على عهدها بالقضية الفلسطينية و على عهدها لنشر السلام بين الشعوب "، مرحبا باستمرار و استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أسس و مرجعيات واضحة من خلال مبدأ الأرض مقابل السلام و قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وصولا لاستحقاقات السلام، و إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مشيرا إلي أن مصر ستقدم الدعم اللازم طالما توافرت الأرادة السياسية لبلورتها على أرض الواقع. و أضاف منصور : " فليس بالاستيطان أو بالممارسات الاستفزازية في الحرم الشريف يبني السلام ، وإنما بإجراءات وأفعال لبناء الثقة يتأكد من خلالها صدق النوايا ووجود رغبة حقيقية في تحقيق سلام قائم على العدل والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وقال رئيس الجمهورية المؤقت: "نسير على درب المستقبل كلنا مواطنون نعتز بالانتماء لوطن واحد يرعي و يضم كل أبنائه بلا تفرقة أو تمييز، أهلنا في كل أنحاء مصر في سيناء ومطروح والصعيد والنوبة لهم من وطنهم كل العناية الواجبة، لهم كل الحقوق في التنمية والخدمات والرعاية وعليهم كل الواجبات في صون تراب الوطن والمشاركة في مستقبله بالعمل والإنتاج ودفع مسيرة التنمية، كلنا أمام الوطن سواء وفي الحقوق شركاء، وإن كان قد طال تلك المبادئ الراسخة اعوجاج أو شابها إيهاما فيما سبق فآن الأوان أن نقول أن تلك عهود قد ولت ولن نسمح لها بالعودة وحتى إن استلزم إصلاح العوار وقتا، فطالما صدقت النوايا وبدأت الخطي فنحن بإذن الله ماضون نحو مرامينا". وأوضح أن"خطواتنا تجاه مستقبلنا ستكون كبيرة كبر كالتحديات وصادقة صدق الطموحات هكذا كانت دائما إن نصر أكتوبر يستدعي سجلا مشرفا لأحداث كبري وحاسمة في تاريخ مصر، أحداث ملهمة تشحذ الهمم والعزائم، فكما حمي هذا الشعب وقيادته أمن مصر المائي بسد عال كان ملحمة نضال أكثر منه مشروع تنمية فيذكرنا أكتوبر بتحديات أخري نحن لها". وتابع منصور : "وبهذه المناسبة فإنني أعلن أننا نشرع في تدشين أول الخطوات لمشروعين قوميين عملاقيين، ففي ظل ما نواجهه من تحديات على مستوي الطاقة، أعلن البدء في مشروع إنشاء محطات نووية للاستخدامات السلمية للطاقة وستكون الضبعة أول مواقع دراستنا مشروعا وطنيا من شأنه أن يحقق للأجيال القادمة أحد أهم متطلبات التنمية المأمولة والمستحقة لمصر خلال العقود القادمة، وأشيد في هذا الصدد بما أظهره أهالي الضبعة من وطنية في سبيل تحقيق هذا المشروع الواعد". كما أعلن عن البدء عن أولي خطوات مشروع تنمية منطقة قناة السويس، متعهدا بضمان حقوق المصريين في مشروعات التنمية من خلال إنشاء شركات مساهمة وطنية تطرح للاكتتاب العام.