قال كريم هلال، مستشار وزير السياحة، إن التمويل يعد أبرز التحديات التى تواجه قطاع السياحة فى الوقت الراهن والتى تسببت فى انخفاض عدد الفرص المتاحة بالقطاع بشكل كبير خلال الفترة الماضية، مشيرا الى أن البنوك تتخوف من تمويل القطاع السياحي، نتيجة حالة عدم الاستقرار التى تمر بها البلاد فى الوقت الحالى. ودعا ممثلو القطاع السياحي خلال الجلسة الأخيرة من مؤتمر "المال جى تى إم" أمس إلى ضرورة اتباع آليات للنهوض بصناعة السياحة فى المرحلة المقبلة عبر توفير السيولة المالية اللازمة لتشغيل المنشآت المتعثرة الى جانب خفض تكاليف القروض المقدمة للمستثمرين. وطالب هلال بضرورة تنفيذ المبادرة التي أعلن عنها البنك المركزي بجدولة المديونيات المستحقة على القطاع حماية لاستثمارات بقيمة 200 مليار جنيه من الانهيار، لافتا الى أن إنشاء صندوق لتمويل القطاع برأسمال 5 مليارات دولار سيخلق الفرص أمام الشركات للحصول على التمويل، كما سيساهم فى تحقيق عوائد كبيرة وإصلاح جميع المشكلات التمويلية. ويرى هلال أن الاستثمار فى السياحة ليست به مخاطر كبيرة لكنه قطاع حساس لأي توترات سياسية، الأمر الذي يحتم على الحكومة التفكير فى حلول غير تقليدية. قال الدكتور فاروق ناصر، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب للشركة الدولية للاستثمار والتنمية، إن هناك فرصا كبيرة أمام الشركات الخاصة للاستثمار فى القطاع السياحي من خلال الاستحواذ على الفنادق المتوقفة والبالغ عددها 164 فندقا، مشددا على ضرورة الربط بين التعليم وسوق العمل فى القطاع، حيث إن غالبية خريجى السياحة يحجمون عن العمل فى القطاع، مما يؤدى الى ضعف الخدمة المقدمة. وأضاف ناصر أن الفترة الماضية شهدت تراجعا فى أسعار الغرف الفندقية بنسبة 25% نتيجة تنافس الفنادق حاليا على خفض الأسعار للحصول على أكبر عدد ممكن من الوفود السياحية، مقترحا على وزارة الطيران التفاوض مع الدول الخليجية وعلى رأسها الإمارات والسعودية بدعم خطوط الطيران القادمة للسوق المحلية. ويرى إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية، أنه لا سبيل للنهوض بقطاع السياحة دون تقديم دعم إضافى على غرار المساندات المالية التى توفرها الحكومة لعدد واسع من الصناعات قائلا: "لا يمكن أن تستمر السياحة دون دعم." وأوضح الزيات أن الاتحاد انتهى من تحديد الاحتياجات المالية اللازمة له وتم رفعها للمجموعة الاقتصادية برئاسة الدكتور زيادة بهاء الدين للبت فيها، مشيرا الى الاجتماع الذى جمعه مع محافظ البنك المركزى بحضور وزير السياحة وتم الاتفاق فيه على إلزام البنوك بجدولة مديونيات القطاع حتى نهاية مارس المقبل، فضلا عن خفض سعر الفائدة بنسبة نصف فى المائة حرصا على تقليل الأعباء التى يتحملها القطاع. وذكر رئيس اتحاد الغرف السياحية أن ما يقرب من 30 %من العاملين بالقطاع تركوا وظائفهم نتيجة استمرار حالة الكساد التى يعانى منها القطاع حتى الآن، مؤكدا أن استمرار خروج العمالة يمثل تحديا كبيرا أمام الشركات السياحية فى ظل غياب العمالة المدربة. وأشار الزيات الى أن الفترة الماضية شهدت تراجعا فى معدل انفاق السائح لتتراجع من 64 دولارا لليلة الى 13 دولارا فقط لتعد السوق المحلية من أرخص الأسواق فى العالم. وطالب رئيس اتحاد الغرف السياحية بضرورة تقليل الإجراءات التى يتحملها منظمو الرحلات للعمل بالسوق المحلية خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الأمنية، لاسيما أن غالبية الوفود القادمة تأتى عبر منظمى الرحلات العالمية. وكشف الزيات عن سعى الاتحاد بالتعاون مع وزارة السياحة لعقد مجموعة من الأحداث المهمة فى كل من روسيا وبريطانيا بحضور شخصيات سياسية دولية، موضحا أن الاتحاد يعتزم القيام بجولة أخرى لدول الخليج خلال الفترة المقبلة بهدف تنشيط السياحة. أكد اليكسندر سوسكى، المدير الإقليمى لفندق كمبينسكى، أن نسب إشغال الفنادق تراجعت بشكل كبير حيث لا تتجاوز %10 فى حين تصل فى بعض الأحيان الى %2 فقط. ويرى سوسكى أن الوقت الحالى يتطلب تنشيط سياحة المؤتمرات خاصة فى المناطق الثقافية بمدينتى القاهرة والأقصر، بالإضافة الى ضرورة الاستعانة بتجربة دبى فيما يتعلق بسياحة المؤتمرات حيث يتم عقد أكثر من 15 مؤتمرا فى الأسبوع الواحد، مشددا على أهمية تركيز أصحاب المنشآت الفندقية بالخدمة المقدمة للأجانب حرصا على جذب الوفود ذات الانفاق الأعلى. وقال المدير العام لفندق ماريوت ريتشارد إس زيولا إن المناخ العام فى مصر لا يشعر المستثمرين بالأمان بسبب تركيز الإعلام على الاعتصامات وأحداث العنف، مما أدى الى إحجام منظمى الرحلات عن ارسال وفود للمقاصد المحلية. وحذر زيولا من إعلان الحكومة تشريعات جديدة من شأنها التأثير على القرار الاستثمارى منها إجبارية تطبيق الحد الأدنى للأجور، حيث إن المستثمرين لن يأتوا الى السوق وهم يعرفون أن الرواتب ارتفعت بنسبة %40، مشيرا الى أن الحكومة اذا أرادت رفع الأجور مثل الدول الأجنبية فعليها أن تزيد الانتاجية لتكون مثل الدول الأخرى أيضا. واستنكر زيولا تناول العديد من وسائل الإعلام للأحداث المضطربة فى البلاد، لافتا الى أنهم يبحثون عن القصص المثيرة، وفقا لتعبيره.