قال القيادي في حركة حماس والمستشار السابق لرئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، أحمد يوسف، أن العلاقة بين حركته والجمهورية الإيرانية الإسلامية "تحسنت بشكل أفضل مما كانت عليه في السابق"، مشيراً إلى أن طهران ما تزال تحافظ على حد معين من المساعدات المقدمة للحكومة والحركة في القطاع. وأضاف يوسف في تصريحات لانباء "آسيا"، "لقد تخطينا الأزمة السورية الآن ونحاول إعادة ترتيب علاقتنا بشكل إستراتيجي ونضع الأولويات تجاه كيفية التعامل مع عدونا المشترك بشكل أو بآخر، وهناك نوع من التنسيق الإيجابي مع طهران". وتابع "إيران تفهمت موقف حماس من الثورة السورية. نحن جماعة لدينا مبادئ وقيم تسبق المصالح، ولا يمكن لنا أن نبقى في بلد يوجد به نظام يقتل شعبه. ونحن تعاطفنا مع الشعب السوري وثورته. ولا نريد أن يكون ذلك الملف حجر عثرة في علاقتنا مع طهران لأننا لدينا مصالح مشتركة وعدو مشترك وعلينا التفكير في هذا السياق. ونحن وحزب الله والإيرانيين لدينا تفاهمات حول هذا الملف". وأردف قائلاً: "أعتقد أن إيران تحاول أن تتعافي الآن، وتسترد دورها على المستوى الدولي بطريقة تعيد لها مكانتها وتأثيرها في الخريطة الإقليمية بشكل جيد"، في إشارة للحوار الذي جرى مؤخراً بين طهران والمجتمع الدولي. وحول إن كانت إيران قد أعادت دعم حركته في غزة، أجاب يوسف: "إلى حد ما، ونحث كافة الإخوة العرب والمسلمين ان يحذو حذو إيران ويقدموا الدعم للشعب الفلسطيني". وقال: "نحن نشكر ونقدر كل ما تقدمه طهران حتى اللحظة، لأنها لا زالت تتقدم الجميع من ناحية الدعم الذي يقدم لقطاع غزة ولحركة حماس وحكومتها". وأضاف "نحن بغض النظر عاد الدعم الذي كانت تقدمه إيران بنفس السابق أو لا زالت محافظة على حد معين من المساعدات، نحن نقدر لهم هذا العطاء وهذا الجهد ونشكرهم عليه". وكان رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أعرب عن شكره وامتنانه لجمهورية إيران الإسلامية لدعمها المقاومة الفلسطينية. وقال هنية عقب انتهاء حرب "حجارة السجيل" في نوفمبر الماضي: "أشكر كل من قدم المال والسلاح للمقاومة وعلى رأسها جمهورية إيران الإسلامية". وشهدت شوارع غزة عقب انتهاء الحرب التي استمرت 8 أيام، رفع لافتات ضخمة ملأت الميادين، كُتب عليها عبارة «شكراً إيران» بأربعة لغات العربية والفارسية والعبرية والانكليزية، للتأكيد على الدور الكبير الذي لعبته إيران في الحرب من خلال دعمها المالي والعسكري للمقاومة الفلسطينية والذي اثنت عليه كافة الفصائل. وحول الأنباء التي تحدثت عن أن بعض أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس يفكرون جديا في الرحيل من الدوحة، ونقل مقر إقامة رئيس المكتب السياسي إلى بيروت أو طهران، قال: "حتى هذه اللحظة لم نسمع أن هناك إمكانية لتنقلات جديدة". وقال "الإخوة موجودين في كل مكان وحتى اللحظة لا يوجد هناك ضغوط تمارس عليهم سواء في مصر أو الدوحة أو أي مكان أخر، والكل يعمل في موقعة بحرية، والمسألة ترجع للحركة إذا وجدت أنه من المهم جمع شمل العائلة في مكان واحد بدلاً أن نبقى مفرقين كل شخص في بلد". وأضاف "مسألة الانتقال من الدوحة هي متروكة للقيادة في المكتب السياسي للحركة أين يجدون المكان الذي يعطيهم مساحة أكبر للتحرك، وقدرة الوصول إلى أي بلد، إذا كانت القيادة تجد صعوبة في المكان الموجودة به وصعوبة في اتخاذ القرار، تنتقل للمكان الذي تتوفر به سهولة استقبال الناس أو اللقاء بالآخرين، لان قضية فلسطين هي قضية الأمة والمكتب السياسي للحركة معني أن يكون هناك سهولة للتواصل ولقاء قيادات العالم العربي والإسلامي". لكن يوسف عاد ليؤكد عدم وجود أي من تلك الضغوطات أو تقيد لتحركات حماس في الدوحة، وقال: "البلاد هناك واسعة ومفتوحة، وقيادتنا موجودة في قطر ومصر وتركيا ولبنان وقد يكون البعض موجود في السودان، ولا يوجد ضغوط عليهم". وتحدثت تقارير مؤخراً عن اعتزام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" والذي يقيم في قطر، للانتقال منها إلى طهران أو بيروت، لافتة إلى أن تصرفات السلطات القطرية من مضايقات وإجراءات أمنية مشددة على الحركة هناك، دفعت ببعض أعضاء المكتب السياسي، إلى التفكير جديا في الرحيل من الدوحة، والمطالبة بنقل مقر إقامة رئيس المكتب السياسي إلى خارجها، مشيرة إلى أن "مشعل" أبدى موافقة على فكرة الانتقال من الدوحة إلى مكان آخر. المصالحة الوطنية وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، رأى يوسف أن الأجواء باتت ملائمة لعقد لقاءات بين (فتح وحماس) في قطاع غزة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرةوالدوحة. وقال: "الأجواء الآن ممكنة للجلوس في غزة مع بعضنا بشكل جيد، لاسيما وأن هناك سهولة في التنقل والحركة بين قيادات من الضفة الغربيةوغزة". وأضاف "نحن لسنا بحاجة الآن لوضع تفاهمات جديدة من أجل المصالحة، كل شيء وضعناه على الأوراق وأصبحت الأمور واضحة لكل طرف"، مرحباً بالتصريحات التي خرجت مؤخراً واقترحت بإجراء انتخابات تضم حركتي (فتح وحماس) في قائمة واحدة، وذلك في حال أبدى الطرفين استعدادهم لإجرائها. وتابع "من الممكن إجراء ذلك إذا كان هناك استعداد للانتخابات خلال الشهور القادمة والنزول في قوائم مشتركة وذلك لتبديد مخاوف الطرفين (فتح حماس)، بإجراء انتخابات مزورة أو التلاعب بها أو أن يكون الهدف من تلك الانتخابات إخراجنا من الحلبة السياسية والحكم، وهذا تطور ايجابي في نظرة كل طرف للطرف الآخر، بما أننا نتحدث عن شراكة سياسة والشراكة تعني أن الحركتين راح يكونوا ضمن التركيبة في الائتلاف الحكومي الجديد"، على حد قوله. وأردف يوسف: "نحن نتحدث عن شراكة سياسة وحكومة توافق وطني في إطار رؤية وطنية وإستراتيجية واحدة، لما لا ندخل انتخابات في قوائم مشتركة نحن وحركة فتح بعد ثلاثة شهور من الاتفاق على إجراء الانتخابات". وأشار يوسف في ذات الوقت إلى الاقتراح الذي تقدم به رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بإشراك الفصائل الفلسطينية إدارة شؤون القطاع، موضحاً بأن ذلك جاء من باب تخفيف الاحتقان والضغوطات المفروضة على غزة، وتشكيل قيادة وطنية تدير الأوضاع إلى حين إجراء الانتخابات. وكانت حركتي (فتح وحماس) توصلت لاتفاقيتين للمصالحة، الأولى في مايو 2011 برعاية مصرية، والثانية في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة. وفي الشأن المصري، أكد يوسف على أن حركة حماس لا تتدخل على الساحة المصرية وليس لها أي دور فيما يجري، مبدياً استعداد حركته للتفاهم والتنسيق مع السلطات المصرية في أي شيء يضمن أمن وسلامة الحدود الفلسطينية المصرية المشتركة. وقال: "نحن منذ أن وقعت الأحداث في مصر نحاول ونجتهد تجنيب غزة أي تدخل في الوضع المصري، ولكن مشاعر وعواطف الناس لا أحد يستطيع التحكم بها، هناك من استاء مما حدث في مصر واعتبر أنها لا تخدم مستقبل القضية الفلسطينية، وهناك من دعم وأيد ما حدث وذهب للاحتفال والالتقاء بالسفير المصري في رام الله".