القدس: كشف المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية رون بن يشاي الأربعاء عن الأسباب التي دفعت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الموافقة علي صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" لإطلاق سراح جلعاد شاليط. وأرجع المحلل العسكري الأسباب إلي توجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الأممالمتحدة، والتدخل التركي، والثورات في العالم العربي.
وأشارت الصحيفة إلى عقد 6 جولات مما أسمته "محادثات تقارب" في القاهرة منذ يوليو/ تموز الماضي، حين مكث المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد ميدان في غرفة، ورئيس الذراع العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري في غرفة أخرى، يتوسطهما المصريون.
وكتبت أن حركة حماس قدمت الخميس الماضي عرضا لصفقة دفعت إسرائيل لاتخاذ قرار بالموافقة، وتم التوقيع الأولي على الصفقة يوم الأحد الماضي حيث تقرر نهائيا أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم.
وأعلنت الصحيفة عن أسماء عدد من المسئولين الإسرائيليين الذين كان لهم دور بارز في الصفقة وبينهم رئيس الشاباك الجديد يورام كوهين، ووزير الحرب إيهود باراك، وورئيس أركان الجيش بيني جنتس، وكذلك رئيس الموساد تمير باردو.
ومن الجانب الفلسطيني، كان الجعبري من جهة حركة حماس الذي حصل علي الضوء الأخضر من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، بينما مثل الجانب المصري رئيس المخابرات مراد موافي بالتعاون مع الوسيط الألماني غيرهارد كونرد.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن باراك أيد من جهته هذه النتيجة بعد الوقوف على التفاصيل، وقدم توصية لرئيس الحكومة مفادها التمسك بما سبق، كما أنه لعب دورا حاسما في إقناع نتانياهو بقبول الصفقة. ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن مصدر سياسي قوله إن يورام كوهين تعهد لرئيس الحكومة بأن يقوم الشاباك بمراقبة ما يقوم به الأسرى المحررون الذين سيتم إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية.
وبحسب شروط الصفقة، سيتم إطلاق سراح 450 أسيرا خلال أسبوع إلى مصر في المرحلة الأولى، وعندها تقوم حركة حماس بتسليم شاليط إلى السلطات المصرية ليعاد إلى إسرائيل، وبعد شهرين سيتم إطلاق سراح 550 أسيرا. ولفتت الصحيفة إلي عدم الكشف عن أسماء الأسرى بعد، كما أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة حيث وافقت في إطار الصفقة على إبعاد 203 أسرى من الضفة الغربية وتنازلت عن إطلاق سراح القياديين أحمد سعدات ومروان البرغوثي.
واعتبرت الصحيفة أن إسرائيل حققت إنجازا بإتمام هذه الصفقة، مشيرة إلي تأثير الوضع في العالم العربي علي موافقة نتانياهو علي الصفقة مع إدراكه أن الوسيط الألماني قد اسنفذ طاقاته وتركز المفاوضات في يد السلطات العسكرية في مصر. وأشارت إلى أن إسرائيل تخشى من استبدال النظام الحالي بعد عدة شهور في مصر، بادعاء أن الوسيط الألماني سيجد صعوبة في الوساطة، علاوة على حاجة المجلس العسكري في مصر إلى إنجاز يعرضه على الساحة الدولية والعربية.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين قولهم إن هناك فرصا يجب استغلالها قبل أن ينغلق في ظل الثورات في العالم العربي، لافتة إلي تغيير مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الفترة الأخيرة ودوره في الصفقة. وتابعت قولها بأن واشنطن كان تتخوف في السابق من تأثير صفقة تبادل الأسرى إيجابيا علي أسهم حركة حماس، وتعريض مكانة عباس وسلطة فتح في الضفة الغربية للخطر.
وكتبت الصحيفة أن هناك مخاوف إسرائيلية من أن يقوم الأسرى المحررون بإعادة بناء ما أسمته "البنى التحتية" لحركة حماس في الضفة الغربية، خاصة في حال نشوب انتفاضة ثالثة.