يعتقد العديد من الخبراء والمحللين السياسيين أن الحدث الأهم الذي سوف تشهده مصر خلال الفترة القادمة هو سباق انتخابات الرئاسة، حيث يؤكد الخبراء أن الأمر الأكثر احتمالا أن يكون هذا المنصب محل نزاع العديد من الطامعين، خاصة ذوي «الخلفية العسكرية» منهم، على الرغم من أن فرص فوز هؤلاء سوف تكون ضئيلة وخاصة على خلفية الجدل الذي يثيره الجيش المصري تحت قيادة وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي. في هذا السياق أكد طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في تصريح خاص ل «لوكالة الأناضول التركية»، أن الأيام القليلة القادمة سوف تسلط الأضواء على عدد من العسكريين السابقين الذين «يزايدون» على منصب رئاسة دولة بحجم مصر. وقد تضاربت الأنباء عن ترشح كلاً من الفريق حسام خير الله رئيس هيئة المعلومات والتقديرات ووكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، والفريق سامي عنان، رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة المصرية، وسط عدم صدور تأكيد أو نفي لكلا منهما لذلك. وفي هذا الشأن يرى المحللين أن فرصة فوز أيا من المرشحين ذوي الخلفيات العسكرية السابقة لن تكون مؤكدة أو قوية، وذلك يرجع إلى الرفض المسبق المتواجد لدى الشعب المصري من «الحكم العسكري للبلاد». وعلق «فهمي» هذا الرأي أن الفرص الضئيلة لفوز أحد من هؤلاء المرشحين «العسكريين» قد يؤدي إلى تفجير مفاجأة ترشح الفريق السيسي، بناء على مطلب شعبي وخاصة بعد أن استطاع وزير الدفاع أن يحوز على قاعدة جماهيرية عريضة في الفترة الأخيرة. من جهة اخرى، يري المحلل العسكري العميد صفوت الزيات، أن ترشيح الأفراد العسكريين في انتخابات الرئاسة لن يؤثر على المشهد الانتخابي، مؤكدا خلال تصريح خاص ل «وكالة الأناضول» أن هذا الأمر قد يمهد الطريق أمام فوز السيسي في حالة ترشحه للرئاسة. وأكد الزيات أنه بغض النظر عن من هو الرئيس الجديد لمصر لن ترى نظاما مستقر حتى تتحقق المصالحة الوطنية مع الإخوان المسلمين.