ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الاتحاد المصري للنقابات المستقلة حذر من أن بلاده ستواجه ثورتها الثالثة منذ عام 2011 إذا لم تستجب الحكومة لمطالب الحركة العمالية المحبطة. ونقلت الصحيفة استنكار زعيم الاتحاد المصري للنقابات المستقلة لاقتراح رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي بزيادة الحد الأدنى للأجور لموظفي الدولة، الذي أكد أنها خطوة متأخرة جدا. وقالت إن المسئولين الحكوميين أكدوا أن صفقة الأجور تعد إجراء سخي نظرا للمأزق الاقتصادي المتردي في البلاد، في حين أن العمال غاضبون من أن الزيادة المقترحة تكاد تستند إلى مطالب عام 2008 والتي لم تهتم بانخفاض قيمة العملة. وأشارت إلى غضب الشعب وتخوفه من أن الزيادة لن تنطبق على موظفي القطاع الخاص والذين يمثلون ثلثي القوى العاملة في مصر، لافتة إلى تحذير مالك بيومي زعيم الاتحاد للنقابات المستقلة للحكومة، والذي أكد على ضرورة أن تمتثل الحكومة لمطالب العمال وتهتم بهم وإلا ستواجه ثورة ثالثة في المصانع وفي كل مكان. وقالت الصحيفة إن نشطاء آخرون يخشون من أن يكون اقتراح زيادة الأجور مجرد خدعة تهدف إلى استرضاء الحركة العمالية القوية لبضعة أشهر لحين انتهاء الحكومة من قمع مؤيدي مرسي. وأضافت أن حسام الحملاوي، ناشط وثوري بارز، أكد أن هذا الإجراء مجرد تأجيل للنزاع مع العمال حتى يكونوا قتلوا كل من زعموا أنهم إرهابيين ويبدأو للتفرغ للعمال. وقال الحملاوي إن الحكومة الحالية المدعومة من الجيش تخشى من أن حركة العمال التي كان لها دور في خلع الرئيس السابق محمد مرسي وسلفه مبارك، يمكن أن يكون لها تأثير مماثل على الإدارة الحالية، خاصة بعد الإضرابات والاعتصامات في السويس والمحلة هذا الصيف. كما أكد أن الحركة تمثل تهديدا كبيرا لأي حكومة مشيرا إلى أنها ليست جماعة مسلحة ولكنها اضطرابات جماهيرية. ونوهت الصحيفة إلى أن معارضة الحكومة المصرية التي يقودها الجيش لا تزال تقتصر في معظمها على الجماعات الإسلامية مثل الإخوان. فيما أشارت إلى ظهور معارضة جديدة لنظام السلطوية سواء سلطوية الإخوان أو الجيش، ومعظم أعضائها من البارزين الذين شاركوا في ثورة 2011 مثل أهداف سويف، وأحمد ماهر، وعلاء عبد الفتاح لقيادة الجبهة الثورية. ونقلت الصحيفة عن ماهر أنه تم نسيان أهداف الثورة لذلك هناك حاجة لهذه الجبهة. من جهة أخرى، علقت الصحيفة على قرار المحكمة بحظر جماعة الإخوان قائلة أنها اللحظة الأكثر تعبيرا عن حملة القمع الوحشية التي تركت أكثر من 1000 قتيل من أعضاء الإخوان وتم اعتقال الآلاف منهم. وأكدت الصحيفة أنه بالرغم من دعم الكثير من المصريين لقرار حظر الإخوان إلا أن البعض يأمل في انخراطهم في المناخ السياسي ثانية خوفا من الانقسام لفصائل عنيفة إذا ما تُركت في العراء. وذكرت أن باحثين حذروا من أن حل الإخوان سيكون له تأثير مدمر على قدرتها في حفظ البرامج الإنسانية، التي قدمت مساعدات طبية وغذائية للملايين من المصريين سابقا.