أقر رئيس الحكومة النرويجية ينس ستولتنبرج في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء بهزيمته في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس والتي أسفرت عن فوز ساحق للأحزاب الليبرالية المعروفة باسم الأحزاب البورجوازية بالرغم من أن حزب العمل الذي يرأسه ويشكل الائتلاف الحاكم في أوسلو حصل على أعلى الأصوات بنسبة 9ر30 في المائة مما يتيح له 55 مقعدا داخل التشكيل البرلماني الجديد. وصرح ستولتنبرج بأنه سيقدم استقالة حكومته وفقا للأعراف التشريعية النرويجية في أعقاب تقديم مشروع الموازنة العامة للدولة في 14 أكتوبر المقبل وبعد أن يتضح وجود قاعدة برلمانية عريضة لتشكيل الحكومة الإئتلافية المقبلة. من جانبها، أعربت رئيسة حزب المحافظين إرنا سولبرج الذي حصل على المرتبة الثانية بنسبة 26.8 في المائة عن سعادتها البالغة للفوز الانتخابي الساحق للأحزاب البرجوازية في هذه الانتخابات التشريعية... وقالت أن الناخبين النرويجيين أعطوا اليوم تفويضا تاريخيا للأحزاب البرجوازية في إشارة إلى حزبها والحزب التقدمي (اليميني) والحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي. وتؤكد جميع المؤشرات فوز الأحزاب البرجوازية ب99 مقعدا من إجمالي 169 مقعدا في البرلمان النرويجي بعد أن وصل عد الأصوات (في الساعة السادسة صباح اليوم بتوقيت القاهرة) إلى مليونين و824 ألفا و179 ناخبا من إجمالي 3 ملايين و641 ألفا و753 ناخبا وهو ما يشكل نسبة 71.4 في المائة من مجموع الناخبين. وسيحصد حزب المحافظين 48 مقعدا بعد أن حصل على نسبة 26.8 في المائة ويليه الحزب التقدمي اليميني ب 29 مقعدا بعد أن حصل على نسبة 16.3 في المائة والحزب المسيحي الديمقراطي على 10 مقاعد بنسبة 5.6 في المائة والحزب الليبرالي على 10 مقاعد بنسبة 5.2 في المائة. في المقابل حصل حزب الوسط والحزب الاشتراكي اليساري المشاركين في الائتلاف الحاكم الحالي مع حزب العمل على نسبة 5.5 في المائة للأول تؤهله ل 10 مقاعد في البرلمان ، ونسبة 4.1 في المائة للثاني تمكنه من الحصول على 7 مقاعد. ويعتبر تقدم حزب البيئة للخضر لأول مرة منذ إنشائه في أواخر الثمانينات بالحصول على مقعد واحد داخل البرلمان النرويجي بعد حصوله على نسبة 2.8 في المائة أكبر مفاجأة في هذه الانتخابات التشريعية التي يتم تنظيمها كل أربع سنوات. وفي ذات السياق أظهرت نتائج استطلاع آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع في النرويج إلى أن المعارضة التي تنتمي إلى يمين الوسط في طريقها إلى الفوز بالانتخابات العامة. وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" الليلة، أنه من المتوقع أن تتولى ايرنا سولبيرج، زعيمة حزب المحافظين رئاسة الحكومة خلفا لزعيم حزب العمال ينس ستولتنبيرج الذي يشغل المنصب منذ عام 2005، مشيرا إلى أنه ربما تحتاج سولبيرج للاعتماد على دعم حزب التقدم المعادي للهجرة من أجل تشكيل حكومة. وهذه هي أول انتخابات عامة في النرويج منذ الهجوم الذي شنه المتطرف اليميني أندرس بهرنج بريفيك في عام 2011 وأسفر عن مقتل 77 شخصا. وعقب انتهاء التصويت مساء اليوم، أشارت توقعات رسمية نشرها مكتب النرويج للإحصاءات إلى أن تحالف يمين الوسط فاز بأغلبية المقاعد في البرلمان، بالإضافة إلى حزب التقدم، فإن حزب المحافظين بزعامة سولبيرج متحالف مع حزبين آخرين من تيار الوسط. ولم يتضح بعد ما إذا كانت سولبيرج ستسعى لتشكيل ائتلاف أغلبية مع حلفاء الوسط أم لقيادة حكومة أقلية مع حزب التقدم. وكان من بين مرشحي حزب العمال عشرات من النشطاء الشباب ممن نجوا حادث إطلاق النار الذي نفذه أندرس بهرنج بريفيك في جزيرة اوتايا في عام 2011. لكن يبدو أن موجة التعاطف التي اكتسبها الحزب على خلفية ذلك الهجوم قد تبخرت.