أيام قليلة ويهل علينا عام دراسي جديد، حيث تبدأ الأسر المصرية في الاستعداد له قبلها بحوالي أسبوعين أو أكثر بشراء الكشاكيل والكراسات والأقلام والمستلزمات الكتابية الأخرى، وفي ظل طوفان ارتفاع الأسعار الذي طال جميع السلع، لم تنج منه أيضا المستلزمات المدرسية والأدوات المكتبية التي ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين 20% و35% على حد قول أحمد أبو جبل، رئيس شعبة الأدوات الكتابية والخردوات ولعب الأطفال بالغرفة التجارية بالقاهرة ، موضحا أن وصول هذه الزيادة إلى نسبة 35% يكون بسبب وجود مصروفات أخرى تمثل تكلفة زيادة علي المنتج مما يعني وصول نسبة الزيادة الحقيقية إلى 35 % ، هذا إلى جانب ارتفاع سعر الدولار، حيث أن معظم الأدوات الكتابية يتم استيرادها من الخارج ، مما أدى إلى ضعف القوة الشرائية، وبالتالي قلة حجم الاستيراد بنسبة تتراوح ما بين 10% و15% وتقدر بمبلغ 100 مليون دولار هذا العام ، حيث أن حجم الاستيراد خلال العام الماضي قد بلغ حوالي 500 مليون دولار ، في حين بلغ العام الحالي 400 مليون دولار . وأوضح أن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى أن المستهلك يختار أصناف أخري ذات جودة أقل علي حساب الأصناف الأعلى جودة بالإضافة إلى أنه سيقلل من حجم الكميات التي يشتريها ، بل ويلجأ البعض إلى شراء السلع الموجودة على أرصفة المترو وفي الطرقات من أجل رخص سعرها كما أنها تفي بالغرض ، مضيفا أن حجم استيراد السلع الأكثر رفاهية انخفض بنسبة تصل إلى 60% . وأكد أن المستهلكون يبدأون في الاستعداد للعام الدراسي الجديد قبلها بحوالي شهر ، حيث يشترون ما يحتاجه الطالب طوال العام الدراسي من كشاكيل وكراسات وبرايات وأقلام وغيرهم من المستلزمات المدرسية الأخرى ، ويراعون أن تكفي هذه الكميات التيرم الثاني أيضا حتى لا يضطرون للشراء مرة أخرى ، ولهذا السبب تجد أن القوة الشرائية تزداد قبل بداية الفصل الأول من العام الدراسي الجديد ، مشيرا إلى أن العادات الشرائية لدى الأفراد قد تغير إلى حد كبير ، حيث كان الطالب يشتري ما يريده من أدوات وكراسات في اليوم الأول من العام الدراسي بعد أن يذهب على المدرسة ويعرف المطلوب إحضاره ، إنما في الوقت الحالي فأصبحت الأسر تلجأ إلى الشراء القبلي من أجل توفير النفقات ، حيث أن سعر الجملة يقل بالتأكيد عن الشراء بالقطعة. ومن جانبه يقول علاء عادل، سكرتير شعبة الأدوات الكتابية ولعب الأطفال بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن الأدوات الكتابية مثل أي سلعة أخرى منها الأساسيات ومنها الكماليات ، حيث تتمثل الأولى في الأقلام والكراسات والكشاكيل بجودة معقولة، وإنما الكماليات هي أن ترتفع جودة الأدوات الأساسية وبالتالي يرتفع معها سعرها، موضحا أن لكل منطقة سلع معينة تتناسب مع مستوى المنطقة نفسها، فعلى سبيل المثال يوجد مقلمة بسعر 2.5 وترتفع بالسعر حتى تصل إلى 25 جنيها ، وبالتالي فمنطقة مثل الضاهر عندما يأتي صاحب المكتبة من أجل شراء كميات لمكتبته فيشتري المقالم ذات فئة ال 2.5 جنيه، أما فحي مصر الجديدة على سبيل المثال يأخذ سلع أكثر جودة وأعلى سعرا على سبيل المثال وهكذا . ومن ناحية أخرى فقد أكد إبراهيم العربي ، رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة، أن الغرفة تدرس حاليا تنظيم معرض لمستلزمات المدارس بأسعار خاصة على غرار معرض "اشتري المصري" الذي شاركت به من قبل بهيئة المعارض لمساندة المواطنين، مطالبا وزير التموين والتجارة الداخلية التواصل مع هيئة المعارض لتخصيص مساحة أرض بالمجان لإقامة المعرض عليها لمدة 15 يوماً حتى يتم توزيعها على العارضين الذين سيقدمون كافة مستلزمات العام الدراسي الجديد بأسعار مخفضة "تخفيضات الاوكازيون" . وأضاف أن العارضين سيتنازلون عن جزء من أرباحهم لمساندة المواطنين لتحقيق الهدف من المعرض مطالباً الوزارة بتقديم الدعم اللازم لإنجاح المشروع من بينها الدعاية اللازمة "المقروءة والمسموعة والمرئية " . وأكد العربي أنه سيتم التواصل مع اتحاد الصناعات من أجل الاشتراك في هذا المشروع لدعم المواطنين في ظل الظروف التي تعيشها البلاد حاليا . ولفت أنه في حالة موافقة وزارة التموين ستبدأ الغرفة في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع خاصة أن الشعب التجارية مستعدة للمشاركة في هذا المعرض لمساندة المواطنين وأهمها الأدوات الكتابية والأحذية والملابس والمواد الغذائية . وأشار إلي أن الغرفة كانت قد شاركت في معرض "اشتري المصري" بمساحة 2000 متر تم تخصيصها بالمجان للعارضين التابعين لها وحقق نجاحاً واضحا ومن ثم هناك رغبة كبيرة في تكرار هذه التجربة لدعم المواطنين قبل بدء العام الدراسي الجديد .