المؤتمر أهم إنجازات اعتصام وزارة الثقافة 80% من ميزانية وزارة الثقافة مخصصة للأجور..و20% للنشاط قصور الثقافة مرتع للبط والأوز.. والثقافة الرسمية بنكهة الحزب الوطني استضاف المجلس الأعلى للثقافة في الواحدة من ظهر اليوم الثلاثاء، مؤتمراً صحفياُ للإعلان عن تفاصيل مؤتمر "ثقافة مصر فى المواجهة" الذى يعتزم المثقفون والفنانون عقده بالمجلس فى الفترة من 1 إلي 3 أكتوبر المقبل، ويهدف لوضع سياسات ثقافية جديدة تحرر المثقفين من البيروقراطية والسياسات المكبلة لحرية الإبداع. قال المخرج المسرحي عصام السيد أن هذا المؤتمر يأتي نتيجة اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة، وكان أحد مطالب الاعتصام هو عقد مؤتمر يناقش مستقبل الثقافة في مصر. بعد انتهاء الاعتصام تم تشكيل لجنة قدمت مطالب الاعتصام إلى وزير الثقافة، ثم تفرعت عن هذه اللجنة لجنة أخرى بحثت كيفية وطريقة عقد هذا المؤتمر،ثم شُكلت لجنة أصغر تحضيرية للمؤتمر، وروعي في اللجنة أن تضم سينمائي وأديب وومسرحي وناشر ومخرج. وضعت هذه اللجنة تصور لمحاور وزعتها على جلسات وموائد مستديرة لكي تخرج بتوصيات قابلة للتنفيذ في إطار زمني محدد. وأكد المخرج عصام السيد أن هذا المؤتمر الصحفي بمثابة دعوة للجماعة الثقافية بكافة أفرادها لتقديم آرائها في فلسفة المؤتمر ومحاوره، لذلك سبق هذا المؤتمر الصحفي المؤتمر بثلاثة أسابيع. وأكد السيد أن المؤتمر لن يكون قاهرياً بل سيمتد إلى الأقاليم، وأعلن اتعقاد اجتماع موسع للمثقفين لمناقشة محاور المؤتمر بعد غد الخميس في الواحدة ظهراً بمقر المجلس الأعلى للثقافة، لافتاً إلى أنه من أهداف المؤتمر إعادة صياغة العلاقة بين المثقف ووزارة الثقافة التي أصبحت بعد 30 يونيو ملتبسة قليلاً. من جانبه يرى الدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة أن مسألة مستقبل الثقافة تشغل المثقفين منذ عهد طه حسين الذي له كتاب يحمل هذا العنوان، وقد صدرت منه طبعة جديدة عن المجلس أمس. ولفت توفيق إلى ان المؤتمر المزمع انعقاده أول أكتوبر المقبل ويستمر ثلاثة أيام، يختلف عن ما سبقه من مؤتمرات لأنه يأتي من أسفل أي من القاعدة الثقافية، أو من ثقافة الشارع، وأقصد بها - يواصل توفيق - ثقافة الجماعات والجمعيات الفاعلة على الأرض، وثقافة الشباب الذين طالما عانوا من التهميش الثقافي. وأكد أمين عام المجلس أن المؤتمر يحفل بوجوه شبابية ثقافية لم يكن لهم سابق مشاركة في مثل هذه المؤتمرات الثقافية. نشأت فكرة المؤتمر أثناء الاعتصام بوزارة الثقافة - كما يشير توفيق - مؤكداً أن المثقفين يتطلعون لمرحلة تأسيس بين المؤسسة الثقافية والمثقفين وهي علاقة طالما شابها الشك والريبة. وأكد في معرض حديثه أن المؤتمر ليس خاص بوزارة الثقافة، بل هو مؤتمر للمثقفين من إبداعهم وتنظيمهم، ويعكس رؤاهم وآمالهم في تغيير الواقع الثقافي بما يعبر عن المرحلة الثورية التي نعيشها الآن. واعتبر توفيق أن مصر تعيش حالة حرب وليس مواجهة، والثقافة هي أحد الأذرع الطويلة في هذه الحرب، خاصة في وجود شعب به قدر كبير من الأمية التي ساهمت في انتشار التطرف الفكري والإرهاب، لذلك تأتي المواجهة ومن ثم يعني المؤتمر في المقام الأول بقضية متطلبات الثقافة في المرحلة الراهنة، ويناقش هوية مصر التي يشوبها اللغط والجهل أحياناً، ويناقش قضايا مثل الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنة الحديثة، كذلك يتطرق لقضايا تتعلق بطبيعة عمل وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة وقصور الثقافة، وأكد توفيق أن المؤتمر ليس "مكلمة" لكنه يناقش اوراق عملية لإصلاح الشأن الثقافي في مصر. ولفت إلى أن المؤتمر يأتي تحت رعاية رئيس الوزراء، الذي أثنى على فكرته، لكنه أناب وزير الثقافة د.صابر عرب لحضور المؤتمر بدلاً عنه. من جانبه قال المخرج مجدي أحمد علي أن المؤتمر هو أهم إنجازات اعتصام وزارة الثقافة، حتى يشارك المثقف في وضع سياسة ثقافية جديدة تواكب الأحداث في مصر بعد ثورة مجيدة هي 25 يناير، وموجة أخرى منها في 30 يونيو. ويرى المخرج أنه ما بين محاولات إلغاء وزارة الثقافة من قبل البعض، وتمسك البعض بها نظراً لما يتمتع به مجتمعنا من أمية مرتفعة، وفي ظل وجود 540 قصر ثقافة منتشرة في ربوع مصر، يرى ان إغلاقها يعني تسليمها للمتطرفين. ويرى مجدي أحمد علي أن مؤسسات وزارة الثقافة هي ملك للشعب الذي ساهم في صنعها فيجب أن يستفيد منها. من جانب آخر ثمّن المخرج دور منظمات المجتمع المدني، لكنه نادى بضرورة تحريرها من التمويل الأجنبي الذي ينقص من مصداقيتها. وأوضح في كلمته أن هدف رعاية رئيس الوزراء للمؤتمر نابع من أن تكون توصيات المؤتمر محل تنفيذ، مؤكداً أن المؤتمر هو محاولة أولى سيعقبها محاولات جادة وتطوير آليات ما ينتج عن المؤتمر. ولفت إلى أن الثقافة معرضة للهجوم وهي في طليعة المعركة، ويدل على ذلك وجود قائمة باغتيالات للمثقفين، في محاولة لجر مصر إلى قرون التخلف، لذلك جاء المؤتمر لوضع خطة المواجهة. قال الناشر محمد هاشم صاحب دار "ميريت" أنها المرة الأولى الذي يشارك فيها على منصات الثقافة الرسمية، لافتاً إلى أن دور المؤتمر هو محاولة صياغة علاقة صحيحية بين المستقلين عن وزارة الثقافة وبين الوزارة، مؤكداً أنه منذ عقود هو ومن يعملون في الثقافة المستقلة لم يكن لهم مصلحة سوى دعم استقلال الثقافة بعيداً عن التمويل، لافتاً إلى أن المثقفين لهم حقوق على مؤسسات وزارة الثقافة، متسائلاً كيف يمكن أن تقيم الوزارة نشاط ناجح و80% من ميزانيتها مخصصة للأجور، و20% فقط للنشاط. يواصل: المؤتمر أيضاً يناقش كيفية عمل قصور الثقافة، وكم قصر من 540 مؤهلاً للنشاط وآمن وغير مغلق. واوضح الشاعر والناقد شعبان يوسف مدير ورشة الزيتون أن المؤتمر سيستضيف أدباء الأقاليم من سيناء ومرسى مطروح وأسوان وقنا، لكي يكون مبدعي مصر ممثلين على مائدة المؤتمر. وهاجم يوسف قصور الثقافة قائلاً انها مرتعاً "للبط والأوز"، وأنها طاردة للميدعين الحقيقيين، وتفتح أبوابها لأدباء الظل الذين يبحثون عن المال ولو كان ضئيلاً، مؤكداً أن مشكلة قصور الثقافة ستكون مطروحة على طاولة المناقشات، قائلاً: المؤتمر ليس خاص بالنجوم بل هو للمثقفين بأكملهم. وبنبرة صراحة قال يوسف أن الثقافة الرسمية لا تزال تلعب في "تراك" الحزب الوطني، لافتاً إلى أن وزير الثقافة السابق علاء عبدالعزيز الذي اعتصم المثقفون ضده لأنه أطاح بقادة العمل الثقافي، يقدم للمحاكمة بتهمة أخلاقية، وليس لما فعله في وزارة الثقافة، لافتاً إلى أن الثقافة الحقيقية لا تزال في مواجهة الثقافة الرسمية التي بها كثير من العيوب، مؤكداً أن المؤتمر يواجه كل ما يضر بالثقافة. الفنان التشكيلي محمد عبلة الذي اختير عضواً في لجنة الخمسين لتعديل الدستور طالب الجماعة الثقافية بإرسال مقترحاتها إليه لعرضها أثناء مناقشة تعديل الدستور، لافتاً إلى أن التاريخ سيسجل اعتصام المثقفين في تاريخ العالم، وسيحكي التاريخ عن نضال المثقفين ومنهم من تعدى السبعين. يواصل: لقد أزحنا نظام الإخوان ونحتاج إلى خطوات تالية، والمؤتمر يهدف إلى إنقاذ مصر ثقافياً والوصول بها للمستقبل، ويعد فرصة للشباب لطرح أفكارهم ورؤاهم.