كشف مصدر يمني بمؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن، النقاب عن مفاوضات غير معلنة يقودها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، مع مختلف الأطراف الرئيسية في اليمن لإطلاق مرحلة انتقالية جديدة تبدأ مع إقرار وثيقة الحوار الوطني الشهر المقبل. وقال المصدر - الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريح له - إن مفاوضات مكثفة يقودها الزياني وبن عمر مع مختلف الأطراف اليمنية لإطلاق مرحلة انتقالية بعيد إقرار وثيقة الحوار الوطني، لافتا النظر إلى أن الهدف من المرحلة الانتقالية الجديدة التحول من الدولة المركزية إلى الدولة الفيدرالية. وكان الزياني استقبل مؤخرا في الرياض أمين عام مؤتمر الحوار الوطني، أحمد عوض بن مبارك، لبحث مستجدات الحوار الوطني الأخيرة في ظل تصعيد المعارضة الجنوبية الانفصالية، قبل أن يصل المبعوث الدولي بن عمر، الخميس الماضي، إلى صنعاء للقاء المعارضة الجنوبية التي تقاطع جلسات الحوار منذ 13 أغسطس الماضي، مما يهدد عملية الحوار برمتها وهي أهم خطوة في اتفاق مبادرة دول الخليج العربية بشأن انتقال السلطة في اليمن. وأوضح المصدر أن الهدف من المرحلة الانتقالية الثانية تحقيق انتقال تدريجي من الدولة الواحدة المركزية إلى الدولة الفيدرالية، التي ستتكون من إقليمين رئيسيين، كل إقليم يتكون من ثلاث ولايات، مشيرة إلى أن الفترة الزمنية لهذه المرحلة الانتقالية "ستستمر سنوات" لافتا إلى إن الاتفاق على المرحلة الانتقالية الثانية "سيضمن تمديد ولاية" الرئيس عبدربه منصور هادي، التي تنتهي فبراير المقبل، بعد عامين على انتخابه رئيسا للبلاد خلفا لسلفه، علي عبدالله صالح. وأشار المصدر إلى إنه سيتم تشكيل حكومة انتقالية جديدة تشرف على التحول التدريجي إلى الفيدرالية، ستضم ممثلين عن حزب "المؤتمر الشعبي العام" وحلفائه، الذي يقوده الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، و"تكتل "اللقاء المشترك" وشركاؤه، و"الحراك الجنوبي"، وجماعة الحوثي الشيعية، إضافة إلى ممثلين عن مكونات الانتفاضة الشبابية التي اندلعت في 2011 وأجبرت صالح على التنحي. وكانت العاصمة اليمنية صنعاء قد شهدت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية نشاطا سياسيا وحراكا دبلوماسيا مكثفة حيث قاد الرئيس هادي العديد من اللقاءات والاجتماعات التي تستهدف إنقاذ مؤتمر الحوار الوطني والدفع بعملية العدالة الانتقالية وحلحلة الأوضاع السياسة في اليمن. ويأتي ذلك وسط تظاهر الآلاف في عدنجنوب اليمن الليلة الماضية رفضا للوحدة مع الشمال فيما دعا الرئيس هادى المشاركين في الحوار إلى عدم "التخاذل" وإنجاز وثيقة الحوار في موعدها، اى قبل 18سبتمبر.