أعرب محمد عبد العزيز وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي عن ثقته في أن مصر التاريخ والحضارة سوف تجتاز كل المراحل الصعبة التي تمر بها، قائلا "وستكون دولة كما نقول دائما مصر تقود ولا تقاد". وقال الوزير الليبي - في تصريحات له عقب استقبال الدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية له اليوم الأحد بمقر وزارة الخارجية- انه بحث خلال هذا اللقاء التعاون القضائي فى المسائل الجنائية وتسليم أعوان النظام الليبي السابق فى مصر وكيفية التعاون بين البلدين فى ذلك و استرداد الأموال. وأشار إلى أن اللقاء تناول أيضاً كيفية تعزيز التعاون بين ليبيا وجمهورية مصر العربية ، مؤكدا أن العمق الاستراتيجي للبلدين يعكس نفسه و يحتم عليهما أن تكون علاقتهما إستراتيجية . وقال أنه بحث مع الوزير فهمي التعاون الأمنى وكيفية تامين الحدود والتركيز على التعاون العملياتي بين وزارتي الدفاع والداخلية وأجهزة المخابرات فى البلدين ، فضلا عن العلاقات الثنائية وسبل مساهمة الاقتصاد المصري والشركات المصرية فى إعادة إعمار ليبيا والتعاون وربط العلاقات بين القطاع الخاص المصري والليبي نظرا لأن تنشيط الاقتصاد يعتمد بصورة كبيرة على حركة ونشاط القطاع الخاص فى البلدين . وقال الوزير الليبي انه طرح على الدكتور فهمي سبل تعزيز التعاون القضائي وأن يكون فيما يتعلق بتقديم المساعدة فى التدريب المتخصص فى مجال القضاء، مؤكدا إن ليبيا تسعى الآن و خلال الفترة المقبلة إلي تنفيذ قانون العدالة الانتقالية وتريد ان تستفيد من مصر بحكم خبرتها الكبيرة جداً فى المجال القضائي . و فى هذا الصدد حيا الوزير الليبي القضاء المصري النزيه والمستقل الذي يعتبر الركيزة الأساسية للانتقال الديمقراطي من مرحلة الثورة لبناء الدولة . وشدد الوزير الليبي على أهمية اللقاء بالدكتور نبيل فهمي في هذه المرحلة خاصة فى مرحلة الانتقال من الثورة لبناء الدولة، مشيرا الي العلاقة المميزة والتاريخية والإستراتيجية بين البلدين . وقال محمد عبد العزيز أن الوزير فهمي أكد له أن المعهد الدبلوماسي فى مصر سيفتح أبوابه للدبلوماسيين الليبيين من اجل إتاحة الفرصة للتدريب فى مصر . وأكد علي ثقته في تنسيق المواقف السياسية بين مصر وليبيا يعتبر شئ محوري سواء كان على المستوى الثنائي أو الاقليمى والدولي أو القضايا ذات الاهتمام المشترك منها القضية الفلسطينية أو السورية . وأعرب محمد عبد العزيز عن سعادته الكبيرة أن يكون في بلده الثاني مصر التاريخ والحضارة وعن سعادته بلقاء وزير الخارجية نبيل فهمي. وحول الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية المصرية فى ليبيا وتأثير ذلك على العلاقات بين البلدين، أكد وزير الخارجية الليبى أن العلاقات المصرية الليبية مميزة وإستراتيجية ولا يمكن أن يكون عليها أي إشارات إستفهام على كافة المستويات اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وسياسياً . وقال أن ليبيا تمر الآن بظروف صعبة بحكم أنها تبني دولة ليبيا الجديدة ، مشيرا إلى أن هناك فرق بين الثورة فى ليبيا ومصر وتونس يكمن فى أن ليبيا ليس لديها مؤسسات مثل مصر وتونس . وأشار إلى أن ليبيا تبدأ الآن فى بناء الوزارات السيادية كالدفاع والداخلية من الصفر وكذلك جهاز المخابرات مشيرا إلى أن التحدي المؤسسي الذي تمر به بلاده الآن ينعكس على الوضع الداخلي الليبي معربا عن أمله فى التعاون مع مصر والاستفادة من الدول الصديقة الليبية فى هذه المجالات . وأضاف أن ليبيا تتعاون مع الاتحاد الاوروبى لمراقبة وضبط الحدود ونركز على التدريب المتخصص واستخدام التكنولوجيا المتقدمة..مؤكدا أن ظروف ليبيا صعبة جدا خاصة وان لديها 4 ألاف كيلومتر من الحدود البرية و2000 كيلو من الحدود البحرية وليس من السهل تأمين تلك الجدود إذا لم يكون هناك مدربين وأجهزة متقدمة لحماية حدود ليبيا .