زعم محللون عسكريون أمريكيون، أن أي ضربة غربية ضد الحكومة السورية من غير المرجح أن تدفع بهجوم فوري مضاد من قبل قوات الرئيس السوري بشار الأسد, ومع ذلك، فان رد الحكومة السورية – أو حلفائها من إيران وحزب الله وروسيا لن يكون من السهل التنبؤ به. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن خبراء دبلوماسيين، أن الأسد ليس لديه ما يكفي للدفاع ضد الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى التي تطلق من السفن الأمريكية من بعيد, مشيرين إلى عدم توقعهم قيام روسياوإيران، اللتان لديهما قوات بحرية قادرة على الانخراط في تلك السفن الأمريكية، بذلك. وأشارت الصحيفة، إلى أن عواقب توجيه ضربة عسكرية لسوريا لا تزال معقدة نظرا لان نظام الأسد يمكن أن يكثف هجومه على المتمردين، كما أن إيران أو حزب الله قد يشنوا هجمات على أهداف إسرائيلية أو غربية، وتنظيم القاعدة أو المقاتلين الجهاديين, من ناحية أخرى, يمكن أن يستغلوا لحظة ضعف الحكومة لكسب أرض جديدة. ونوهت الصحيفة، إلي أن المتمردين قد يميلوا إلى المبالغة في الاستخدام المحدود للمواد الكيميائية أو المزيد من الهجمات من قبل الحكومة السورية في المستقبل، لإلقاء اللوم على النظام. وعلى صعيد آخر, فان روسيا قد توسع إمدادات الأسلحة إلى "الأسد" وتتراجع عن الخطط للعمل جنبا إلى جنب مع الولاياتالمتحدة لتسوية النزاع السوري سلميا, كما أن إيران قد تستخدم الهجوم كستار لرفض أي تفاوض حول برنامجها النووي المثير للجدل. ويرى العديد من المحللين، أن النتيجة الأكثر ترجيحا هي عدم صدور رد فعل ملحوظ بشكل هائل، على الأقل ليس على الفور. وأوضح محللون ودبلوماسيون أن الدول التي لديها السبب الأكبر للانتقام لديها أيضا مشاكل أكبر أو أهداف على المدى الطويل تحول ضد الدخول في انتقام متبادل مع الولاياتالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن كينيث بولاك، محلل في شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكينغز, أن جميع الأطراف الرئيسية لديها حوافز أقوى لتجنب الرد العنيف, مشيرا إلى أن الإيرانيين متمكنون من الوضع الداخلي ومن سوريا ولا يسعون إلى حرب سواء مع الولاياتالمتحدة أو إسرائيل أو الدول العربية الأخرى. وقال دبلوماسيون ومحللون، أن برنامج إيران النووي المثير للجدل من المرجح أن يحدد قرار كيفية الرد على أي هجوم أمريكي على حليفتها، ولكن ربما ليس بالطريقة التي بينها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سابقا. وأكد بولاك، أن الانتقام نيابة عن الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر دعوة لنفس الضربة ضد منشآتها إيران النووية، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجه اثنين من الخطوط الحمراء في منطقة الشرق الأوسط – احدهما ضد استخدام الأسلحة الكيميائية السورية والأخر ضد النووي الإيراني. وبالرغم من تعهد سوريا بالدفاع عن نفسها، إلا أن المحللين الدبلوماسيين يرون أن الأسد ومؤيديه من المرجح أن يحاولون استخدام الهجوم لكسب التعاطف، بدلا من شن هجوم عسكري واسع النطاق خارج الحدود السورية. فيما أوضح دانييل ليفي، مدير برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بلندن، أن الأسد قد يستخف بالضربة أو يعمل على تحويلها لمصلحته، خلال هجوم على العلاقات العامة المحلية والإقليمية، من شانه يحرج خصومه العربية.