بينما يبدو الموقف ملتبسا أو ضبابيا ،فانني أراه عكس ذلك تماما، حيث سقطت الأقنعة وانفضحت خبايا المخطط العدواني المعادي للمنطقة العربية بأسرها وفي المقدمة منها مصر وما كان يبيته هؤلاء الأشرار لشعبها الطيب الكريم والواعي ،بحسه الجمعي الذي لم يخطئ علي مر? التاريخ .. فقد عقله اوباما الرئيس الأمريكي ،الذي توهمنا زمنا ،أنه جاء ليصحح أخطاء وخطايا أسلافه، نظرا لأصوله التي قد تشبهنا،لا سيما وان والده ،حسين أوباما،مهاجر أفريقي ببشرته السمراء ،وبعد أن وعد بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ،تفتح في عهده صفحة جديدة مع العالم ومع وطننا العربي الذي أذاقته الأمرين .. فإذ به من أكثرهم ظلما وعدوانا بتأكيد "مكانة " اسرائيل ،والأدهي بمحاولة تمكينها بصورة لم يسبق لها مثيل بتحالفه مع تيارات الاسلام السياسي ،والتي تتكشف أبعاد مخططها مع واشنطن ،لا سيما ما يتصل بتفتيت مصر ،الواحدة الموحدة،منذ الاف السنين ،اعتمادا علي القناع الديني الزائف ،وعلي مقولة "طظ في مصر" أو "وفيها ايه لما ند?ي سينا،لاخواننا في حماس !!"ومحاولة بث فكرة "الأمة الاسلامية "الخبيثة ،وبالمًرة يتم التنازل عن حلايب وشلاتين وبعد ذلك التفريط في قناة السويس،اهم شريان مائي حيوي في العالم والذي دفعت مصر دماء شهدائها لعودته الي حضنها ،وكأن ،الاسلام الذي يريدونه لنا والجديد علينا بعد اربعة عشرة قرنا من دخولنا الاسلام،. يتناقض مع مفهوم الوطنية او القومية وقد تجلًي فقدان اوباما لأعصابه في تجييش قوات حلف الناتو ،بمباركة من يدعون الاسلام والوطنية ،لضرب سوريا ،الغالية علي قلب كل مصري ،بل وكل عربي..وفي الاطار يمكننا تفسير الهستيريا التي عصفت برأس التركي رجب طيب اردوجان،الذي تطاول علي شعب مصر وعلي جيشها الباسل ، ثم كانت ثالثة الأثافي بتطاوله الفج المقيت ،علي الامام الأكبر ،شيخ الأزهر الشريف،الدكتور أحمد الطيب ،والذي يحتل ،الي جانب تقدير كل مسلم في العالم لجهود فضيلته في إعلاء قيم الاسلام الحق النبيل،مكانة لا تضاهيها مكانة في قلب كل مصري،مسلما كان او مسيحيا ،لمواقفه الوطنية الواضحة ..فقد اردوجان صوابه بعد ان باءت جهود حلفائه في النيل من قامة الامام الاكبر بالفشل ،فكشف عن غضبه لسقوط المخطط سقوطا مدويا ،حيث كان يمن?ي نفسه باحتلال وطننا وتقزيمه الي دويلة في دولة"خلافته"التي لا أرجع الله ايامها الحالكة السواد ،والتاريخ شاهد علي ما ارتكبه الاحتلال العثماني التركي في وطننا. كشفت الثورة المصرية اذن ماكان مخبئا في الخزائن والادراج وكل طرف من المتآمرين "يسن? اسنانه"انتظارا للحظة الانقضاض .. ولا شك ان نجاح الثورة، بل واندلاعها في حد? ذاته ،بصورة أذهلت كل اعدائها،وفي توقيت لم يخطر لهم علي بال ،قد اصابهم جميعا بارتباك مزلزل، لقد ايقظهم شعب المحروسة من اوهامهم الشريرة المريضة ،فأطلقوا العنان لحماقاتهم قولا وفعلا وتهديدا بالحرق تارة وبتفجير البلاد تارة أخري ،غير ان الوعي الذي تبد?ي في رفض تفتيت مصر ،الوطن والهوية ،يمثل درعا واقيا من سيل الشائعات الكاذبة والمغرضة وسدا منيعا في مواجهة اي?ة مخططات كانت ومهما كانت براعة واضعيها ،لالف سبب وسبب ،اولها واهمها ،انهم يعتمدون علي الكومبيوتر والعملاء ،بينما نعتمد نحن علي وجداننا وضمائرنا وعقولنا وقلوبنا ،وكلها من ابداع الخالق عز? وجل? ،ومن ثم لن يقدر كائن من كان ،اوباما كان أو اردوجان،علي النيل من وحدة هذا الوطن ولا من وحدة ابنائه ،وهم وقد عمت بصيرتهم ،لم يقرؤوا الرسالة المصرية ،التي أعقبت جهودهم الخسيسة بحرق الكنائس ،آملين ،خيب الله آمالهم ،ان يستدعي ذلك تدخلا عسكريا اجنبيا،،فكان العناق التاريخي والاسطوري ،بين صوت الآذان وأجراس الكنائس ،في يوليو الماضي ،وما ادراهم ما يوليو المثقل بالرموز.يبقي ان ينتبه الجميع الي معني هذه الرموز