أقامت وزارة الخارجية المصرية صباح اليوم الأحد مؤتمرًا صحفيا حول تطورات الوضع على الساحة المصرية والذي بدأ بعرض لقطات مصورة حول أحداث فض الاعتصام وما تبعها من أحداث عنف في كافة محافظات الجمهورية خلال اليوميين الماضيين ، تلاها كلمة لوزير الخارجية المصري السفير نبيل فهمي مترجمة بالإنجليزية. وكانت اللقطات المصورة تركز بشكل كبير على العناصر الإرهابية المسلحة التي كانت تطلق النار على المدنيين من أعلى كوبري 15 مايو إلى جانب أعمال التمثيل بجثث ضباط الشرطة في قسم كرداسة، إلى جانب ما تم من إحراق الكنائس. وحول إحراق الكنائس و متحف ملاوي في صعيد مصر الذي تم تدميره بالكامل ونهب آثاره، طالب المتحدث باسم الخارجية بدر عبد العاطي، "اليونسكو" بضرورة التدخل، وكذلك المجتمع الدولي ووسائل الإعلام الأجنبية بالتغطية الموضوعية والمتوازنة للأحداث المصرية. من جانبه، قال وزير الخارجية السفير نبيل فهمي، أعلن أن الخارجية المصرية غير قلقة بالاهتمام الدولي بالأحداث في مصر، وأنه يرحب بأي آراء وأفكار بناءة باعتبار أن مصر جزء من المجتمع الدولي في إشارة إلى استقبال مصر للوفود من كافة دول العالم. وأشار وزير الخارجية للتوتر في الساحة المصرية الذي ارتفع مع فض الاعتصام في "رابعة" و"النهضة"، والذي جاء بعد تطبيق القانون واستشارة النيابة وأعرب عن أسفه لسقوط الضحايا المصريين الذين كانوا في هذه المواقع بصرف النظر عن انتماؤه، لأن الدم المصري غالي على كل المصريين وأشار إلى أن الوزارة شاهدت "التناقض الصارخ" في التغطية الإعلامية والتي أبرزت ضرورة ضبط النفس من قبل الشرطة والجيش أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة، دون الاهتمام بأحداث العنف التي شهدتها البلاد من حرق الكنائس وإطلاق نار على الشرطة والجيش واصفًا ذلك ب"العمل الإجرامي" الذي يهدف إلى هد كيان الوطن الذي لن يهتز أبدًا . وتابع "فهمي" أن المجتمع الدولي إذا مكان متمسك بحقوق الإنسان والشرعية فعليه أن يتخذ مواقف من التجاوزات التي قام بها المعتصمين. ولفت إلى تصريحات رئيس الوزراء "الببلاوي" بشأن صعوبة اتخاذ قرار فض الاعتصام. وكرر أن الخارجية لا تجد مشكلة في اهتمام المجتمع الدولي بالأحداث المصري، ولكن يظل القرار للمصريين وحدهم ولن تسمح بأي تدخل أجنبي. وشدد على أن المجتمع المصري لن يكون للتيار الإسلامي أو العلماني كل على حدى، بل لابد أن يشمل كليهما وتلك هي "المعضلة". ونوه أن محاولات تدويل النقاش عن مصر مرفوض تماما ويُصعّب من الوصول إلى المصالحة الوطنية. وحول المساعدات الخارجية لمصر، أكد "فهمي" أنه لا ينكر أهمية هذه المساعدات ومدى استفادة البلاد منها إلا أنها لم تكن هباء غير هادفة، مضيفًا أن التلويح بقطع هذه المساعدات مرفوض تماما. ولفت إلى أنه طالب بمراجعة ما تحصل عليه مصر من مساعدات من منظور الشراكة التي تعكسها هذه المساعدات، مع الاهتمام بأن تظل الكرامة المصرية دون الاهتزاز.