مسحراتي القرية: غيرت النداء من "اصحى يا نايم" إلى "مسلم مسيحي ايد واحدة" هذا العام انشغل المواطنون بالسياسة بدلا من المسلسلات والفوازير مهنتي عمل صالح يُقرّب إلى الله اختتم الشهر بقولي "بعودة يا رمضان" يا عيني ابكي بالدموع" دقت الواحدة بعد منتصف الليل، واخترق صوته الجهور, صمت الليل الذي خيم علي قرية العوام التابعة لمركز المنيا, إنه المسحراتي رجل الشهر الكريم، الذي ظل مستيقظاً طوال الليل ليطوف شوارع القرية لإيقاظ المواطنين ."بطبلة" و"عصا" جال يبحث عن الثواب والتقرب إلي الله من خلال مهنته التي ورثها أباً عن جد, ولم تمنعه الحيوانات الضالة التي ملأت شوارع القرية من استكمال مسيرته لإيقاظ الأهالي, وواصل ندائه "اصحي يا نايم .. وحد الدايم", يقول ذلك والفرح والسعادة تملئ قلبه، رغم أنه يحرم نفسه أحيانا من السحور مع أسرته التي تظل تنتظره حتى قرب موعد أذان الفجر ليتسحروا سويا . تعرفت شبكة الإعلام العربية "محيط" على مسحراتي القرية الذي عبر عن حزنه الشديد لقرب انتهاء هذا الشهر الفضيل :يقول علي ربيعي -مسحراتي قرية العوام- "شهر رمضان هو الفرحة التي ينتظرها كل عام فهو شهر السماحة والود والمحبة، التي تظهر على الجميع, وهذا لا يختلف عليه اثنين، لكن هذا الشهر تأثر بالإحداث السياسية التي تعيشها البلاد, فوجدنا التناحر والانقسام بين الناس, بل بين أفراد البيت الواحد ، وهذا ما أضعف رزقنا في الشهر الكريم . كلام في السياسة وأشار الربيعي إلى أن الجميع الآن يتكلمون في السياسية, حتى علي مائدة الإفطار أو السحور, بل أنه أثناء تجواله بشوارع القرية، يجد الأهالي أمام التلفزيون يستمعون إلي البرامج السياسية, علي عكس السنوات الماضية التي كان يسهرون أمام المسلسلات, والبرامج الرمضانية . تغيير النداء وأضاف، الأحداث السياسية دفعته إلي تغيير النداء المعتاد " يا مسلمين وحدوا الله", و"يا مؤمنين وحدوا الله", و"عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة " , بالإضافة إلي قرع الأبواب, والنداء على الأهالي بأسمائهم, نظرا لان جميع أهالي القرية يعرفون بعضهم البعض, إلي نداءات سياسية وتختلف بحسب المنطقة التي أمر بها ففي مناطق اهتف وأقول "مسلم ومسيحي ايد واحدة", و"لجيش والشعب والشرطة ايد واحده" , وفي مناطق أخري اهتف "اسلامية اسلامية", و"ارحل ياسيسي مرسي رئيسي" . اللصوص والحيوانات وعن المخاطر التي يتعرض لها قال "الحيوانات الضالة, المنتشرة في جميع أنحاء القرية, خاصة قرية العوام لأنها قريبة من الجبل" لكن أنا بعمل ثواب, والله معايا , بالإضافة إلى اللصوص الذين يترددون علي القرية نظرا لحالة الانفلات الأمني . عمل صالح ويؤكد ربيعي، مهنة المسحراتي ورثها أباً عن جد, وهو يعشقها لأنها من الأعمال الصالحة التي تقرب إلي الله, وقد أوصي الرسول الكريم المسلمين بالسحور، لأن فيه بركة وخيرا كثي،ً وتزداد فرحتي عندما يستجيب الأهالي ويستيقظون سريعاً لتناول السحور، ويشكروني كثيراً علي هذا المجهود ويقدمون لي الأطعمة المتنوعة، لذلك لا أكل ولا أتعب, من القرع علي الطبلة طوال الليل, لإيقاظ الأهالي , خاصة عندما يرافقني أحد أبنائي, أو أطفال القرية الساهرون, الذين يطلبون الدق على الطبلة . الختام والنداء واختتم قائلا "الحزن يخيم عليا كلما اقترب الشهر الكريم من نهايته , لانتهاء أيام النفحات، والروحانيات الرمضانية، مشيراً أختتم أيام رمضان بهذه النداءات و"بعودة يا رمضان","يا عيني ابكي بالدموع.. وودعي الصيام واستقبلي الأحزان" ، " ما أوحش الله منك يا شهر الصيام " , "يا شهر البركة يا شهر القيام " .