ينتخب اليوم قرابة 6 ملايين ناخب في زيمبابوي رئيسا جديدا للبلاد خلفا للرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي الذي وعد في خطاب متلفز باحترام نتيجة الاقتراع الرئاسي مهما كانت. يأتي ذلك وسط مخاوف من وقوع تزوير لصالح موغابي واتهامات من حزب خصمه مورغان تشانغيراي بحصول تزوير في القوائم الانتخابية لصالح روبرت موغابي. يتوجه نحو 6,4 ملايين ناخب في زيمبابوي الأربعاء إلى صناديق الاقتراع في إطار انتخابات رئاسية يخشى أن يشوبها تزوير لمصلحة الرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي الذي يحكم هذا البلد منذ 33 عاما. وعشية العملية الانتخابية، اراد موغابي الإيحاء بانه يحترم الديمقراطية رغم أن الانتخابات التي سبق ان خاضها شابتها أعمال عنف وتزوير، واعدا مباشرة على التلفزيون بان يحترم النتيجة مهما كانت. وفي الوقت نفسه، كان حزب خصمه التاريخي رئيس الوزراء مورغان تشانغيراي يندد بتزوير في القوائم الانتخابية التي نشرت قبل اقل من 24 ساعة من العملية الانتخابية. وسلم جايسمون تيمبا الوزير المنتدب لدى رئيس الوزراء والعضو في حزب تشانغيراي قائمة باسماء ناخبين وهميين لمراقبي مجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية الذين حضروا للتأكد من صدقية الانتخابات إلى جانب مراقبي الاتحاد الإفريقي. وقال تيمبا "شاهدنا أسماء كثيرة وردت مرتين في القائمة حيث تلاحظون أن هناك أشخاصا سجلوا مرتين تاريخ الولادة نفسه والعنوان نفسه ولكن هناك فرق بسيط في أرقام هوياتهم، وهذا الأمر حصل في مختلف إنحاء البلاد". وسيكون رأي المراقبين الأفارقة حاسما في مدى ديمقراطية الانتخابات، وخصوصا أن موغابي منع مراقبي الاتحاد الأوروبي من دخول زيمبابوي. وينتظر الاتحاد الأوروبي ما سيعلنه الأفارقة لتقييم علاقته مع موغابي الذي بات شخصا غير مرغوب فيه في أوروبا منذ العام 2002 بسبب الانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الإنسان. والثلاثاء، ابدت واشنطن خشيتها من عمليات تزوير محتملة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي ان "الولاياتالمتحدة وشركاءنا الدوليين لا يزالون يدعون إلى انتخابات سلمية، شفافة وصادقة"، مضيفة "نظل قلقين من انعدام الشفافية في التحضير للانتخابات". وفي أخر انتخابات العام 2008، تقدم تشانغيراي في الدورة الأولى محرزا 47 في المئة من الأصوات مقابل 43 في المئة لموغابي، ففجر أنصار الرئيس موجة عنف في البلاد أسفرت عن نحو مئتي قتيل. ولتجنب حرب أهلية، سحب تشانغيراي ترشحه تاركا موغابي مرشحا وحيدا في الدورة الثانية. وردا على سؤال الثلاثاء عن احتمال حصول تزوير، قال موغابي في مؤتمر صحافي نقلت وقائعه مباشرة "ابدا، لا نقوم بأشياء مماثلة لم نغش ليست المرة الأولى التي نصوت". لكنه كان وعد قبل يومين ب"العمل على توقيف" رئيس الوزراء اذا كان ينوي كشف النتائج قبل إعلانها رسميا، أي بعد خمسة أيام من عملية الاقتراع. وكان تشانغيراي وافق العام 2009 على هذا التعايش الصعب مع موغابي بضغط من المجتمع الدولي لوضع حد لأعمال العنف السياسية. وبدأت الشكوك تحوم حول الطابع الديمقراطي لهذه الانتخابات منذ قرر موغابي من جانب واحد في 13 حزيران/يونيو تحديد موعدها في 31 تموز/يوليو. وبدا أن الرئيس يريد قطع الطريق على معارضيه الذين أملوا بإقرار إصلاحات قبل موعد الانتخابات تحد من هيمنة معسكره على وسائل الإعلام الرسمية وقوات الأمن من جيش وشرطة. وتعززت الشكوك الثلاثاء مع النشر المتأخر لقوائم الناخبين الذي كان ينبغي إعلانها ضمن "مهلة منطقية" بموجب القانون. وقالت ايرين بيتراس مديرة جمعية المحامين لحقوق الإنسان "ليس سرا أن صحة هذه القوائم عرضة للانتقاد منذ وقت طويل"، وخصوصا أنها تضمنت العام 2008 ناخبين أعمارهم 125 عاما. ويذكر حزب تشانغيراي بان احد مساعدي رئيس الوزراء اعتقل نهاية الأسبوع الفائت، إضافة إلى اعتقال عضو بارز في الحزب الاثنين في شرق البلاد. وتخشى المعارضة أيضا إحجاما عن التصويت في العاصمة هراري حيث تؤيد القاعدة الناخبة التغيير.