ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المرة الأخيرة التي جلس فيها المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون من أجل محادثات سلام مطولة وجادة في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، كان جهد التوصل لتسوية مضنيا للغاية، مشيرة إلى أنه حاليا قد يكون أصعب بسبب المستوطنات اليهودية. وقالت الصحيفة في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني إنه في الأعوام الخمسة الماضية، تزايد سكان المستوطنات في الضفة الغربية بنسبة 20% تقريبا، وأصبح السياسيون المؤيدون للاستيطان لاعبين كبار في الحكومة الإسرائيلية. وأضافت أنه في الضفة الغربية التي يطالب الفلسطينيون بالحق في أن تكون أساسا لدولتهم في المستقبل، بنى المستوطنون متاحف وجامعة متطورة وحدائق أثرية ومراكز تسوق ومواقع تراث وحانات. وأوضحت أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اعترف بالتحدي المتمثل في حقائق قديمة وجديدة، في الوقت الذي افتتح فيه المحادثات الأولية في واشنطن مع وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وأشارت إلى أن الكثير من القضايا الرئيسية التي سيتم تناولها بقت كما هى لعقود ألا وهى الترتيب للاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، وما إذا كان سيتم تقسيم القدس لخلق عاصمة فلسطينية أو لا ومكان وكيفية ذلك، وما الذي ينبغي القيام به حيال اللاجئين الفلسطينيين ورغبتهم في العودة لوطنهم، ومكان وضع الحدود لدولة فلسطين المستقبلية. ولفتت إلى أنه ومع ذلك فإن تنامي المستوطنات يمثل تحديا شائكا على وجه الخصوص حيث إن حوالي 340 ألف شخص إلى 360 ألفا يعيشون في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن الدبلوماسيين الأمريكيين يفترضون أن بعضا من المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية والواقعة بالقرب من حدود ما قبل عام 1967 ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية في أي اتفاق سلام وربما تدخل في عملية تبادل أراض مع الفلسطينيين. ونوهت الصحيفة إلى أن المسئولين الفلسطينيين قالوا إنهم لن يتسامحوا بشأن مستوطنات تعرقل سلامة أراضي جانب الضفة الغربية من الدولة المستقبلية التي ستشمل أيضا قطاع غزة. وأوضحت أن الأممالمتحدة وكثيرا من الحكومات تعتبر المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي لأنها بنيت على أراض محتلة. ولفتت الصحيفة إلى أنه مع دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاوضات، يتعين عليه العمل في إطار حكومة ائتلافية تضم سياسيين كثيرين موالين للاستيطان. وأضافت أن وزير الاقتصاد الإسرائيلي نافتالي بينيت قال في وقت سابق من هذا الشهر "مع بدء المفاوضات، سنصر على استمرار البناء في القدس والضفة الغربية. فقد علمنا التاريخ أن البناء تترتب عليه الحياة بينما تفكيك المستوطنات ينتج الإرهاب". ونوهت الصحيفة إلى أن بعض المدافعين عن الاستيطان في إسرائيل يقولون إن لديهم مخاوف قليلة من المحادثات لأن المستوطنات أصبحت جزءا مكملا لدولتهم.