أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم استمرار السلطات اللبنانية في استهداف النشطاء والصحفيين علي خلفية تعبيرهم عن آراءهم السلمية سواء بالقول أو الكتابة. وكان مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية اللبناني قد أستدعي يوم الجمعة الموافق السادس والعشرين من يوليو الصحفي اللبناني "مهنّد حاج علي" رئيس تحرير موقع"ناو" (NOW) باللغة العربية، وحقق معه لمدة خمس ساعات متواصلة حول علاقته بموقع "المحاسبة" الإلكتروني، حيث تزعم السلطات أنه صاحب الموقع نظرًا لتشابه كتابات الصحفي مع ما ينشر علي الموقع من مطالبات بمحاسبة مجرمي الحرب الأهلية، ونشر ثقافة الوعي حول المحاسبة وهو ما نفاه الصحفي جملة وتفصيلًا حيث أوضح أنه يمكن لأي شخص أن يسجل الموقع بأي اسم. وأضافت الشبكة أن جهات التحقيق قد طلبت من الصحفي رقم بطاقته الائتمانية المصرفية للتأكد من مدي تحويله أي أموال للموقع من عدمه وهو ما رفضه الصحفي مطالبًا بالكشف عن الحسابات المصرفية لكل المتهمين بجرائم الحرب بلبنان. وتم التحقيق مع الصحفي علي خلفية مقال صحفي غير موقع باسمه نشر علي الموقع يحمل عنوان "هذه رسالة قدامى القوات اللبنانية إلى سمير جعجع: ترسانة من الجرائم" بناء علي البلاغ الذي تقدم به سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية واتهم فيه الصحفي بذم وإثارة النعرات الطائفية. وقالت الشبكة : إن التحقيق مع الصحفي بزعم علاقته بمقال رأي يعد انتهاكًا صريحًا للحريات الإعلامية ويثير الخوف في نفوسنا جراء استهداف النشطاء وأصحاب الرأي واستمرار الانتهاكات التي يتعرضوا لها أثناء قيامهم بعملهم الصحفي تحت مرأى ومسمع من السلطات اللبنانية، والتي كانت طرفًا في بعض الأحيان في تلك الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين والإعلاميين في الآونة الأخيرة". وأضافت الشبكة "انه برغم إنكار الصحفي لكتابته المقال إلا أن المحقق يصر علي التعدي علي على حقه في الخصوصية ويرغب في الحصول علي رقم بطاقته الائتمانية!! ضاربا بأبسط قيم ومبادئ حقوق الإنسان عرض الحائط، واستباح لنفسه حق الاعتداء علي خصوصياته لمجرد انه يعمل كاتب صحفي وبرغم عدم وجود ما يبرر التحقيق معه حتى لو كان هو نفسه كاتب المقال لما يشكله ذلك من اعتداء علي حقه المشروع في ممارسة حرية التعبير". وطالبت الشبكة العربية السلطات اللبنانية وكافة الأطراف السياسية بتوفير المناخ الملائم لممارسة العمل الصحفي وعدم استهداف النشطاء وأصحاب الرأي.