قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه بعد ثلاثة أسابيع من إطاحة الجيش بأول رئيس منتخب ديمقراطيا، أصبحت جذور التمرد تنمو بشكل سريع على رمال شبه جزيرة سيناء. وأضافت الصحيفة أن أصوات إطلاق النار المجلجلة من أسلحة رشاشة وانفجارات القذائف الصاروخية قد بدأت في تحطيم الصمت للأيام و ليالي الجزيرة الصحراوية ، فضلا عن اعتداء المتشددين على قوات الجيش والشرطة المتمركزة في جميع أنحاء هذه الأرض المضطربة على الحدود مع إسرائيل و قطاع غزة. وأكدت الصحيفة أن أزمة سيناء الناشئة أعطت الجيش الأحقية لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المعارضين الإسلاميين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في القاهرة، حيث قُتل 72 شخصا على الأقل في مطلع الأسبوع عندما فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين الذين يحتجون تأييدا للرئيس المعزول محمد مرسي. وتابعت: لكن في سيناء، حيث رد الفعل على الإطاحة بمرسي تحولت إلى قتال في غضون أيام من الانقلاب، وهذا العنف الذي ترعاه هذه المنطقة يبرره المتشددون، الذين يرون أنفسهم على أنهم يشنون حربا ضد استبداد النظام العسكري. وأضافت الصحيفة أن سيناء - المنطقة الأكثر مراوغة و إهمالا-، أصبحت تعاني من اضطهاد واسع النطاق. ويقول زعماء البدو والإسلاميين في سيناء و السكان المحليين إن الانقلاب أثار غضبهم لأنه وضع حدا للديمقراطية الوليدة في مصر التي طالما تمنته المنطقة التي عانت من انعزال لفترات طويلة. وقال آخرون، وخاصة البدو الهاربين اللذين طالما اعتادوا على الاعتقالات الكاسحة، والتعذيب في عهد مبارك إنهم ذاقوا الحرية لأول مرة في ظل حكم مرسي وأنهم عازمون على تجنب العودة إلى الماضي حتى لو كلفهم ذلك حياتهم. ويرى بعض سكان سيناء أن "العمليات" في عهد مرسي كانت مجرد حملات دعائية و ليست أفعال حقيقية، لكن القادة المحليين وجماعات حقوق يخشون من أن العملية العسكرية الجارية قد تستهدف البدو ككل، بدلا من الجزء.