اختتمت الممثلة الخاصة لأمين عام الأممالمتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح السيدة ليلي زروقي زيارة لسوريا والأردن والعراق وتركيا ولبنان أتاحت لها فرصة لأن ترى مباشرة تأثير الصراع السوري على الأطفال الذين يعيشون في سوريا وفي المنطقة. ونقل بيان وزعه المكتب الاعلامي للامم المتحدة بالقاهرة - عن زروقي قولها في ختام الزيارة - إن " كل واحد تحدثت إليه، سواء داخل سوريا أوخارجها، أطلعوني على قصص شخصية لهم حول تأثير الصراع على الأطفال وأسرهم. وقابلت آباءً وأمهات فقدوا أطفالهم في التفجيرات، وأطفالا شاهدوا أخوانهم وأخواتهم يقتلون أمام أعينهم، وأطفالا يتماثلون للشفاء من جروح شديدة لدرجة انني تساءلت كيف تمكنوا من النجاة". وأضاف البيان أن زروقي قابلت مسؤولين في الحكومة السورية وأجرت اتصالات مع أعضاء من جماعات معارضة ، و حثت جميع الأطراف على اتخاذ تدابير عاجلة لحماية الأطفال والمدنيين. وأوضحت إن "على جميع الأطراف التوقف عن القصف واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، وكذلك عن الهجمات الإرهابية". والتقت الممثلة الخاصة في ريف دمشق الأطفال والنساء الذين شردوا عدة مرات وعلى مدى عدة أشهر والذين يعتمد بقاؤهم أحياءً على المساعدات الإنسانية التي يتلقونها. وقالت زروقي: "يجب أن تضمن جميع الأطراف التسليم الآمن والنزيه للمساعدات الإنسانية التي توجد حاجة ماسة جدا إليها. ويجب عدم أخذ المدنيين رهائن من قبل الأطراف المتحاربة". ويواصل الأطفال وأسرهم الفرار من سوريا يوميا وفي كثير من الحالات، اصبحوا يفرون داخل بلدهم لأشهر وأحيانا لسنوات قبل أن يقرروا اللجوء إلى العراق والأردن ولبنان وتركيا وأماكن أخرى. لقد غادروا بلدانهم بسبب العنف، ولكن أيضا لأن الحصول على الغذاء والمياه النظيفة وغيرها من الضروريات الأساسية قد أصبح صراعا يوميا. وهم يعيشون - أحيانا في ظروف قاسية داخل مخيمات اللاجئين أو ضمن المجتمعات المضيفة، وقرابة نصف ال7ر1 مليون لاجئ سوري هم من الأطفال، وقد حشدت الأممالمتحدة دعما كبيرا من قبل المانحين ولكن الاحتياجات لا تزال تتجاوز الموارد المتوفرة. وتدعو الممثلة الخاصة المجتمع الدولي إلى الاستمرار في مساعدة أطفال سوريا وأسرهم، ولفتت الاممالمتحدة الى انه يجب حماية الأطفال من التجنيد، حيث اعتمدت الحكومة السورية مؤخرا قانونا يحظر تجنيد واستخدام الأطفال دون سن 18. وشجعت زروقي السلطات على فرض القانون بطريقة عادلة ومنصفة لحماية الأطفال، وشددت زروقي علي أن "التعليم هو واحدة من أكثر الوسائل فعالية لبناء مجتمع شامل للجميع ومفتوح"، وقالت: "لا يمكن أن نسمح للجيل القادم من السوريين أن يكون أميا".