اتسمت ردود الأفعال الفلسطينية تجاه قرار الاتحاد الأوروبي بمنع الاتفاقيات مع أي كيان استيطاني إسرائيلي بمناطق الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بالارتياح الكبير حيث وصفت هذه الخطوة بأنها تطور مهم للغاية في الموقف الأوروبي وخاصة في ضوء الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حاليا للشرق الأوسط في إطار جهوده لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المتوقفة منذ عدة سنوات. ووصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف، اليوم الثلاثاء، هذه الخطوة بأنها تطور مهم في الموقف الأوروبي.. مؤكدا ضرورة وجود آلية عملية لدور أكثر حزما تجاه مقاطعة حكومة اليمين المتطرفة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو التي تغلق الباب نهائيا أمام أية إمكانية للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وتوقع أبويوسف ألا تسفر مباحثات وزير الخارجية الأمريكي مع الرئيس الفلسطيني المتوقعة في وقت لاحق اليوم أو الغد، عن نتائج ملموسة .. مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتحدث كيري عن نتائج جولاته السابقة في المنطقة بشكل أوضح. وقال "إنه بدون الاستجابة للإطار الذي حددته القيادة الفلسطينية المتمثل في وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى والاعتراف بحدود يونيو 1967، فإنه لن يكون هناك أي أفق سياسة للعودة إلى المفاوضات خاصة في ظل الانحياز الأمريكي للجانب الإسرائيلي".. موضحا أن الجانب الفلسطيني لا يعلق آمالا كبيرة على هذه اللقاءات في ظل استمرار سياسة الاستيطان التي تتخذ وتيرة سريعة للغاية يوما بعد يوم. وفى نفس السياق، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي إن الخطوط العامة التي أصدرها المجلس الأوروبي بمنع تمويل أو تعاون مع مؤسسات أو أشخاص ومنظمات من المستوطنات في الضفة والقدسالشرقية، تشكل تطورا هاما في طريقة تعامل الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال الإسرائيلي، وترجمة لمواقف وبيانات الاتحاد إلى قرارات فعالة وخطوات ملموسة. وأشارت عشراوي، في تصريحات صحفية اليوم عقب لقائها مع عضو البرلمان البريطاني إد بولز والقنصل البريطاني العام في القدس السير فنسنت فين وممثلين عن القنصلية البريطانية العامة في القدس، إلى أن هذا التحول من المستوى اللفظي إلى المستوى العملي نقلة نوعية من شأنها التأثير إيجابيا على فرص السلام .. مشددة على أنها تأتي في سياق الاعتراف بعدم شرعية الاحتلال والاستيطان. وأضافت عشراوي، أنه من الواضح أن الحكومة الائتلافية الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هي من أكثر الحكومات التزاما بتعزيز الاستيطان على حساب السلام.. لافتة إلى أنه من المطلوب من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري من أجل إنجاح مبادرته، إلزام إسرائيل بمرجعية العملية السياسية، وقرارات الأممالمتحدة 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام، إضافة إلى ضرورة إلزامها بالاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي، والانسحاب إلى حدود عام 1967 . وحثت عشراوي بقية دول العالم أن تتعامل مع إسرائيل بهذا المنطق.. مشيرة إلى أنه حان الوقت لدول العالم أن تصل إلى استنتاجات بضرورة تحويل الاحتلال إلى مشروع مكلف وليس مصدر ربح لإسرائيل من خلال توسعها الاستيطاني. من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نظير مجلي هذه الخطوة من جانب الاتحاد الأوروبي بأنها تطور إيجابي للغاية في الموقف الأوروبي حيث يضع قضية الاستيطان الإسرائيلي في صلب النقاش السياسي الأوروبي المعتمد .. موضحا أن أوروبا كان موقفها واضحا في السابق من قضية الاستيطان، إلا أنه لم يكن مؤثرا في الجانب الإسرائيلي. وأشار مجلي إلى أن هذا الموقف يمكن أن يطرح إمكانية لمعاقبة إسرائيل، ليس فقط فيما يتعلق ببناء المستوطنات، ولكن فيما يمس حياة المستوطنين بشكل عام حيث أن القرار يشمل جميع أشكال التعاون الاقتصادي والتجاري وكذلك التعاون في الأبحاث العلمية وغيرها. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا القرار سيعمل على زعزعة الموقف السياسي الإسرائيلي.. لافتا إلى وصف وزير المياه والطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم هذا القرار بأنه خطير للغاية، برغم محاولته التخفيف من أثر هذا الموقف وتبعاته على العلاقات بين إسرائيل وأوروبا.