مازالت قضية تبادل المسجونين بين العراق والسعودية تراوح مكانها، رغم توقيع اتفاقيتين حتى الآن بهذه الخصوص ، احدهما قبل عام بالأحرف الأولى ، والثانية مؤخرا بصيغة تنفيذية خلال زيارة وزير العدل العراقي لجدة مع وزير الداخلية السعودية الأمير" محمد بن نايف " ، وهذه الزيارة الأخيرة أثارت موجة من التفاؤل ،حيث أعقبها إعلان عن زيارة وفد أمنى سعودي على مستوى عال برئاسة وكيل وزارة الداخلية ، الدكتور"احمد السالم" الأسبوع الماضي ، غير أن عوائق، لم يكشف عنها، حالت دون إتمام الزيارة، وبقى أمل المسجونين في البلدين معلقا حتى إشعار آخر!. ونقلت صحيفة "الشرق" السعودية اليوم عن السفير العراقي لدى السعودية، "غانم الجميلي " ، إن الجهات المعنية بملف السجناء في البلدين جاهزة لإتمام زيارة الوفد السعودي المكلف بإنهاء القضية . وأرجع الجميلي تأجيل الزيارة عدة مرات إلى عدم الجاهزية سواءً في المملكة أو العراق ، مضيفاً أنه لم يرد إليه حتى الآن أي موعد دقيق للزيارة ، أن سفارته لا تملك تحديد الموعد ، وأشار إلى جاهزية السجناء العراقيين في المملكة للترحيل إلى العراق ، لكن إطلاق سراحهم سيكون بموجب تبادل السجناء بين البلدين. من جهتهم، أبدى سجناء سعوديون في العراق ، مشمولون باتفاقية تبادل المسجونين ، قلقهم من تأخر ترحيلهم ومن تأخر زيارة الوفد السعودي المكلف بإغلاق الملف إلى العاصمة العراقية . وأكدوا تخوفهم من معوّقات تحرمهم من الاستفادة من الاتفاقية خصوصاً مع قرب انتهاء فترة سريان جوازات السفر التي مُنِحَت لهم من السلطات العراقية. وتسري جوازات السفر التي حصل عليها السجناء السعوديون المشمولون باتفاقية تبادل المحكومين ، لمدة عشرة أيام من تاريخ الحصول عليها ، ومر منها ثمانية أيام وكانت السلطات العراقية أنهت الأسبوع الماضي إجراءات ترحيل السجناء السعوديين المشمولين باتفاقية تبادل المحكومين بأحكام سالبة للحرية ، ومكتسبة للصفة القضائية القطعية ، وهي الاتفاقية التي تم التوقيع عليها مؤخراً لتكون بروتوكولاً سارياً بين البلدين ، بحيث تشمل أيضاً من تكتسب أحكامهم الصفة القطعية لاحقاً . وذكر بعض السجناء لصحيفة "الشرق" السعودية أن عائلاتهم ستتوجه لمقابلة المسئولين في وزارة الخارجية السعودية للاستفسار حول تأخر زيارة الوفد السعودي للعراق . وكانت معلومات قد أشارت في وقت سابق ، إلى إمكانية عقد لقاء بين الوفد السعودي ورئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" حال وصول الوفد إلى بغداد ، وفقا لما كان مخطط له ، وهو ما لم يجزم به السفير الجميلي ، مؤكدا أن الشخصيات التي سيلتقي بها الوفد السعودي لم تحدد بعد .