على الرغم من حالة التوتر التي سيطرت على علاقته بجماهير الزمالك منذ فترة، إلا أن رحيل الغزال إبراهيم يوسف كان الحدث الأكثر قسوة على محبي النادي الأبيض في أول أيام شهر رمضان الكريم، بعدما وافته المنية عن عمر يناهز ال 54 عاماً نتيجة لأزمة قلبية حادة. إبرهيم يوسف عوض الله محمد ذلك الطفل الصغير الذي بدأ مع ناشئي الزمالك وهو في عامه ال 13، حيث لفت أنظار زكي عثمان نجم الزمالك القدير الذي قام بتصعيده للفريق الأول عام 1978، لتنطلق مسيرته نحو إنجازات وبطولات لا حصر لها. تمكن يوسف من تثبيت أقدامه مع الفريق الأول نتيجة لإمكانياته الدفاعية الهائلة، وتكوينه البدني الذي جمع بين الطول الفارع والرشاقة والسرعة، ما جعله مؤهلاً لأن يكون أحد أفضل لاعبي قلب الدفاع في مصر وإفريقيا على مدار التاريخ. حقق "الغزال" مع الزمالك ثلاثة ألقاب للدوري في أعوام 78 و84 و88، إضافة لكأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري عامي 84 و86، وكأس الأفروآسيوي عام 88، وكأس مصر في عامي 79، و88. وعلى الرغم من أن مسيرته الكروية لم تكن طويلة، إذ تسببت إصابة الرباط الصليبي، والتي لم يكن علاجها بالأمر الهين آنذاك، في إعتزاله مبكراً، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يحقق ألقاباً لم يسبقه إليها أي مدافع مصري، وذلك بحصوله على لقب أفضل لاعب مصر لعدة مرات، وفوزه بلقب افضل ليبرو عام 84، وثاني أفضل لاعب إفريقي في نفس العام، وثالث أفضل لاعب إفريقي وفقاً لfrance football في العام التالي مباشرة. لعب يوسف مع منتخب مصر صغيراً، واستطاع أن يساهم في تحقيق الميدالية الذهبية لحوض النيل عام 78، كما ساهم في تحقيق الميدالية البرونزية لنفس البطولة عام 83. وبعد إعتزاله الكرة لم تمنع لعنة الصليبي يوسف من مواصلة مسيرته مع الزمالك، حيث تدرج في مناصب عديدة بالنادي، فعمل مدرباً بقطاع الناشئين، وأشرف على تدريب فريق 17 سنة لفترة، قبل أن ينتقل للعمل كمدير كرة، ويترشح لعضوية مجلس الإدارة، ويفوز بالمنصب على حساب العديد من الشخصيات الزمالكاوية الكبيرة، حيث غيبه الموت وهو في هذا المنصب، وهو على مشارف الحصول على رتبة لواءء في الشرطة. وعلى الرغم من محاولاته الحثيثة لإحراز نجاحات في منصبه بمجلس الإدارة، إلا أن علاقته بالجماهير البيضاء توترت كثيراً بعد أن كان معشوقها الأول خلال فترة إرتدائه قميص النادي لاعباً، وذلك جراء الفترة العصيبة التي يشهدها النادي ككل. ومع هذا التوتر أصيب الغزال بحالة نفسية سيئة استمرت معه لفترة، بعد أن هتفت ضده الجماهير في مران الفريق ذات مرة، غير أنه لم يفكر في الرد أو يحاول ذكرها قط بأي عبارات تحمل إساءة، بل ظل وفياً لها يداري أحزانه بضحكاته وقفشاته المستمرة، ويحاول السعي لتحقيق أحلامها في ظروف عصيبة وأجواء صعبة بذل فيها كل طاقته لإسعادها حتى غاب عن عالمنا في أول أيام الشهر الكريم. تابع أحدث الأخبار على كورابيا لمتابعة كأس العالم للشباب إضغط هنا