"شريفة" ذات السبعة عشر ربيعا عاشت شريفة وماتت شريفة..ولكنها للأسف دون أن تفرح مثل كل البنات. فابنة "حاجر الدهسة" لبندر فرشوط بمحافظة قنا حيث صعيد مصر الجواني المعروف عنه صرامة العادات والتقاليد لا سيما فى أمر النساء .. لطالما حلمت بابن الحلال ..ورسمت لنفسها حكايات الغرام.. وعش الزوجية .. والابناء الذى يلتفون حولها ويملأون الدنيا ضجيجا وصخبا كما ملأتها هى واخوتها لأمها وأبيها .. وحينما جاء اليوم العريس الموعود لم تهنأ به ليلة واحدة.. ولم يهنأ هو بها.. بل كان يوم النهاية.
حرص الأب على اكرام "المعازيم" والا فالعار سيلحق به وقد يغضب ذلك العريس .. حيث يقيس هناك العريس مدى رضاء العروسة واهلها به بمدى ما تقدمه فى الفرح من اطعمة ومأكولات.
كانت البهجة ترفرف فى ارجاء البيت .. الا ان صوتا ارتفع فجأة .. أعقبه اطلاق نار .. خرج الرجال الذين كانوا يتسامرون في"المندرة" مهرولين لمعرفة اسباب اطلاق النار.
فى حين صعدت البنات فوق اسطح البيوت لتراقب المشهد من بعيد .. ولا مانع من استبدال الزغاريد بصراخ .
عرف الجميع السبب .. اغراب جاءوا يطلقون النار فى الهواء لتهويش عائلة "شريفة" مما استدعى عائلتها للرد باطلاق نار مماثل.
وكان تلاسنا محدودا قد حدث بين نسوة من عائلتى عبد العليم ونقري .. التى تنتمى كل واحدة منها الى قبيلتى العرب والهوارة .. اسرع شباب احد تلك العائلات الى طلب المدد من اقاربهم فى قرية "الكرنك"بمركز أبوتشت.
جاءوا للتصعيد فى احداث الامس ورفع الكارت الاحمر لأهل "شريفة" واستمر اطلاق الرصاص قرابة الساعة
صعدت "شريفة" اعلى سطح المنزل رغم تحذيرات صديقاتها بعدم فعل ذلك ..وهنا لم يمنحها القدر ساعات حتى تفرح بزفافها لتسقط غارقة فى دمائها وتزف الاخرة بدلا من الزفاف الى العريس المنتظر, وتحول سرادق فرحها الذى لم يتبقى عليه سوى 24 ساعة فقط الى سرادق للعزاء وتتحول الملابس البيضاء الى اللون الاسود.
اصيب فى الاحداث طفل بطلق نارى وتم علاجه واصيبت ايضا سيدة تدعى "شوق" بطلق ناري مماثل.
تم نقل جثة "شريفة" الى المستشفى والقبض على عشرات المتهمين وتحريز الاسلحة المستخدمة فى الواقعة واخطرت النيابة للتحقيق.