أعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس عن تفاؤله بالجهود الجادة التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال الرئيس عباس، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، "نحن متفائلون لأن كيري جاد ومصمم على الوصول إلى حل ونأمل أن يأتي الوقت القريب جدا للعودة إلى طاولة المفاوضات وتناول كافة القضايا العالقة بيننا وبين إسرائيل". وأشار إلى انه عقد مع كيري في الأيام الأخيرة ثلاثة اجتماعات للوصول إلى أرضية لبدء المفاوضات، وان الحديث لم يقتصر على بداية المفاوضات، ولكن تناولنا جميع القضايا التي تهم الفلسطينيين والإسرائيليين بالتأكيد. وأوضح عباس أن كيري قدم طروحات مفيدة وليست سيئة، وطروحات بناءة ولكن تحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفسير حتى نتمكن من العودة إلى المفاوضات، لافتا إلى أن كيري وعد بالعودة إلى المنطقة خلال أسبوع وترك مجموعة من مساعديه لمتابعة كافة القضايا. وأضاف "نحن حريصون على السلام مع الإسرائيليين، هؤلاء جيراننا ونعترف أنهم جيراننا، ويجب أن نعيش نحن وإياهم في أمن واستقرار، ونقول لهم الوقت من ذهب، الوقت مهم جدا نتيجة للأوضاع التي تعيشها المنطقة." وتابع عباس بقوله "نريد لحل الدولتين أن يكون حقيقة ناجزة على الأرض لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967 لنعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل ولينعم شعبانا بالأمن والاستقرار وفي إطار من الجوار الحسن لتتمتع المنطقة والعالم بثمار هذا السلام العادل'. وقال عباس انه تناول في محادثاته مع رئيس الوزراء الايطالي الدور المأمول أن تقوم به ايطاليا ودول الاتحاد الأوروبي لدعم عملية السلام، وثمن المواقف التي اتخذت وتتخذ تجاه المستوطنات ومنتجاتها. وأشار الى أن "الكل يعلم أن المنتجات التي تصدر من المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية هي غير شرعية. الآن الحكومات الايطالية فهمت موقفنا تماما، وبالتالي تقدر أن مثل هذه المنتجات غير قانونية وغير شرعية". من جانبه، أكد رئيس الوزراء الايطالي ليتا دعم بلاده والاتحاد الأوروبي لمبدأ حل الدولتين العادل والمناسب لجميع الأطراف. وقال ليتا "هناك ضرورة لعدم إضاعة الفرصة المتاحة حاليا لتحقيق السلام، التي ربما قد تكون الأخيرة'. وأكد ليتا دعم ايطاليا المستمر لعملية السلام، ولجهود الرئيس عباس في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ولجهود الوزير كيري في تحقيق السلام. وأشار رئيس الوزراء الايطالي إلى دعم بلاده للشعب الفلسطيني، وعدم تركه وحيدا، مؤكدا العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الفلسطيني والايطالي. وتطرق إلى الأوضاع في المنطقة، مشيرا إلى دعم بلاده لجهود الأممالمتحدة في دعم اللاجئين الفلسطينيين. وأكد ليتا أن اللجنة الوزارية المشتركة الفلسطينية الايطالية ستنعقد في مدينة رام الله لأول مرة في الخريف المقبل، لبحث العلاقات الثنائية، ومجالات الدعم وتوقيع الاتفاقيات المشتركة، مشيرا إلى أنه تم افتتاح مكتب تمثيل تجاري ايطالي في فلسطين. وفي رده على أسئلة الصحافيين، قال ليتا "إن المباحثات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هي الحل الأمثل لكل المشاكل العالقة بين الجانبين"، مشيرا إلى طرحه قضية الاستيطان مع الحكومة الإسرائيلية. وأضاف أن ايطاليا تريد دعم العملية السياسية بكل الإمكانيات، ولا تريد تضييع الفرصة المتاحة حاليا من خلال جهود كيري.