أكدت الجبهة السلفية أنها تابعت باهتمام بالغ بيان المجلس العسكري الصادر اليوم والذي ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي شخصياً ولها على هذا البيان الهام والخطير ملاحظات ضرورية لتوضيح موقفها منه وما تلاه من ردود أفعال مؤيدة ومعارضة، مؤكدة أن لهجة البيان جاءت غاية في الحسم ولم تخل عباراته من التهديد والوعيد، في محاولة للفت الانتباه إلى جدية المهلة الممنوحة سابقاً للتيارات السياسية ومدى إصرار الجيش على إثبات وجوده في المشهد. وأضافت، في بيان لها، :"حاول كل فريق من الفرقاء السياسيين تفسير البيان لصالحه وعلى هواه، وخاصة قوى المعارضة ومن نزل معها من جموع الشعب التي حرضها الإعلام ، بالإضافة إلى قطاعات عريضة من الطائفيين والفلول والبلطجية والذين أجلوا العنف لأول مرة منذ فترة طويلة، وقد حمل البيان من الألفاظ والعبارات ما قد يؤدي بالفعل لهذا المفهوم". وذكرت الجبهة أن هناك من الأحداث الأخيرة ما يستلزم وضعه في واجهة المشهد لخطورتها الشديدة ووجود علاقة محتملة بينها وبين البيان العسكري والمشهد السياسي، ومن أهمها القبض على خلية تجسس مؤخراً، واعتراض موكب الفريق أول عبد الفتاح السيسي أمس الأول من قبل عناصر تابعة للداخلية، واكتشاف عدد من مخازن الأسلحة في عدة أماكن في مصر، وتواطؤ الداخلية الواضح مع مجموعات البلطجية المأجورة. وتابعت:" لو كان لدى القوات المسلحة نية الانقلاب على الشرعية السياسية والقانونية لما كان بحاجة إلى إصدار مثل هذا البيان وإنما أراد الضغط على كل الأطراف لإيقاف الصدامات المحتملة وما قد يسيل بسببها من دماء ولكن بدى وكأن هذا يتعدى على مقام ومكانة الرئاسة ولعل هذا ما دفع بمعارضي الرئيس لاعتباره انتصاراً لهم". واكد البيان أن الجيش يدرك أنه من المستحيل إغفال وجود القوى الإسلامية العريضة وداعميها خاصة في صعيد مصر وسيناء وأن المواجهة معهم لن تكون سهلة في حالة محاولة الإطاحة بالرئيس المنتخب ومؤسسات الدولة ونظامها القانوني، وربما كان من أهداف البيان جس نبض تلك القوى واختبار حضورها بالشارع. وأضافت :"نرى أن الجيش سيتقدم بخارطة طريق بالفعل ولكن بعد موافقة الرئاسة عليها وسيضغط بالتالي على بقية التيارات المعارضة للقبول بها وعنده بلا شك من القوة والفعالية ما يمكنه من الوصول لهذا الغرض وكذلك نرى أنه لن يتسامح مع من يخططون لهدم الدولة من أجل إسقاط الرئيس مهما كان القصور في أدائه،وخاصة من يتعاملون مع بعض القوى في الداخل والخارج لتحقيق هذا الهدف مع تيقن المؤسسة العسكرية من هذا بما تمتلكه من مصادر للمعلومات". وشدّدت الجبهة السلفية علي أهمية نزول الجماهير والقوى الإسلامية بكل قوة لدعم الشرعية السياسية والقانونية والتأكيد على حفظ قيمة الدولة، وكذلك لابد من الضغط على الرئاسة لتحقيق مطالب الجماهير العاجلة والملحة والضرورية وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد والمفسدين، لافتة إلي أنه يجب على الجميع مراعاة التأني والتحفظ في تصريحاتهم تجاه المؤسسة العسكرية والجيش خاصة في هذه المرحلة الحرجة والحساسة ونخص بالذكر بعض وسائل الإعلام وبعض الفئات السياسية.