ما زال الناصريون وربما محبى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يمارسون الوصاية الرخيصة على الشعب المصرى وإرادته متشدقين بشعارات تدغدغ مشاعر الجماهير كعادتهم كالعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية والمضحك الحرية والديمقراطية ذلك أن عبد الناصر كان أحد ألدّ أعداء الحرية والديمقراطية حيث حكم البلاد سنوات طويلة بقمع الحريات الخاصة والعامة ولم تنعم مصر بأى ديمقراطية تذكر فكان الإقتصاد موجه ومُؤمم والسياسة موجهة والصحافة مؤممة لصالح الحزب الأوحد(الإتحاد الإشتراكى) عبر التنظيم الطليعى السرى , والجميع يعرف دون استفاضة فى الحديث فى هذا الأمر حجم معتقلات عبد الناصر الوحشية فى السجن الحربى وما ناله المعارضين لناصر ولشلته من مجلس قيادة الثورة , ولن أتحدث عن المحاكمات العسكرية وإهدار كرامة الإنسان المصرى فى محاكمات ظالمة وحشية , ولن أتحدث وأستفيض عن مصر عبد الناصر التى كانت تسمى ب" دولة المخابرات" تحت قيادة صلاح نصر, ولن أتحدث عن صراع الرئيس مع المشير(عبد الحكيم عامر) على جثة الوطن , ولن أتحدث عن انتكاسات نظام ناصر البوليسى فى سوريا واليمن وتفريطه فى السودان باتفاق سرى مع الإنجليز قبل أن يتفاوض على الجلاء عن مصر, ثم النكسة الكبرى يونيو1967 وضياع سيناء والقدس وغزة والضفة والجولان والتى كانت كفيلة بأن يعتزل الدنيا كلها ويخجل من النظر فى المرآة قبل مواجهة شعبه, لكننا ما زلنا نعيش عصر الآلهة التى تمجد فى طغاة كسروا أنف الوطن. الذين يمجدون فى جمال عبد الناصر اليوم وفى كل وقت وحين, ويحلمون بعودته من قبره كى يقود البلاد إلى بر الأمان قيادةً حكيمة لاسترجاع أمجاد الماضى الكئيب, فماذا يفعلون لو حذا الرئيس مرسى حذو عبد الناصر فى سياساته؟! , وقام بحل الأحزاب(1953) كى لا ينافسه حزب الوفد على السلطة , وقام بتأميم الصحافة(1960) لصالح النظام الحاكم وبالتالى لا تكون هناك صحافة حرة خاصة ولا فضائيات ولا حرية رأى أو تعبير, وقام بتأميم الإقتصاد والملكية الخاصة من المؤسسات والكيانات الاقتصادية لصالح ضباط وعسكر يدينون بالولاء الكامل له, وقام بفتح المعتقلات على مصراعيها لكل مخالف له فى الرأى حتى لو كان محقاً, وقام بإطلاق يد جيشنا العظيم للتحرك فى مغامرات غير محسوبة فى المنطقة العربية دون دراسة لتسجيل مواقف عنترية وتحقيق أمجاد ومكاسب شخصية , ماذا لو فعلها محمد مرسى وسار على خطى عبد الناصر فى سيرته ومسيرته؟! هل سيحترمه الشعب ويخرج فى مظاهرات يحملون صوره تأييداً وتبجيلاً وتعظيماً لقيادته القومية الحكيمة والعظيمة؟! أم يتباكون على حقوق الإنسان المهدرة وحرية الرأى والتعبير المنتهكة, وجيشنا المبعثر فى مغامرات وهمية؟!. الذين يتصدرون مشهد التصعيد والكيد والمعارضة الرخيصة واللاأخلاقية للرئيس مرسى وجماعته وتيار الإسلام السياسى الآن هم الناصريون الذين يجيشون الشارع بالأكاذيب والإشاعات للنزول فى 30 يونيو القادم والتحريض على العنف , ونسوا أو تناسوا تاريخهم المخزى وزعيمهم ناصر الذى غلبت سيئاته السياسية بطبيعة الحال حسناته , وإخفاقاته أكثر من انجازاته فى ميزان التقييم العام الكلى وحسابه على الله , ولننظر إلى زعماء الناصرية فى مصر كيف يفعلون ويتحركون, مصطفى بكرى الصحفى الزاعق صاحب الصفقات الفلولية مع رموز وأقطاب نظام المخلوع مبارك , وتصريحاته المستفزة وخاصةً فيما يتعلق بالجيش المصرى والمؤسسة العسكرية وكأنه متحدث رسمى عسكرى, ولنتابع عبد الحليم قنديل الذى يكيد للرئيس مرسى والإخوان بأقذع وأحط التهم والألفاظ والأوصاف وأنهم سبب كل كوارث مصر من لدن آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة , والزعيم عبد الناصر فى نيولوك جديد(حمدين صباحى) هذا المرشح الخاسر "عبده مشتاق" لكرسى الحكم ليكرر إنجازات سيده عبد الناصر, والصحفى الناصرى عزازى على عزازى عضو جبهة الإنقاذ والمحافظ السابق فى عهد المجلس العسكرى وفشله فى حل مشكلات المحافظة فى عام من الفساد المالى والإدارى المريب , وجمال فهمى وعبد الله السناوى وسليمان الحكيم و سامح عاشور ومخرج مشاهد الفراش والعرى خالد يوسف, وغيرهم ممن يجتمعون فى كراهية الإخوان أكثر من حبهم للوطن , فضلاً عن تأييدهم جميعاً للديكتاتوريات فى العالم العربى (صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافى وبشار الأسد )والغريب تشدقهم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وتلك الملفات أبعد ما تكون عن حكم جمال عبد الناصر بل وكانت من ألد أعداءه. إن الناصريين يلعبون على وتر ضعف ذاكرة المصريين , وأنهم بمقدورهم أن يستغفلوه ويختطفوا وعيه الجمعى, فيقذفون معارضيهم بكل خسة واستخفاف بمخازى وخطايا ومثالب زعيمهم عبد الناصر على طريقة" رمتنى بداءها وانسلت", ويصدق فيهم كلام الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى, إذا لم تستح فاصنع ما شئت."