يشعُر العديد من أهالي سيناء، بالتهميش المُتعمد لهم، سواء كان عن طريق تمنية «أرض الفيروز»، أو التشكيك في انتمائهم لمصر، رافضين «البدو» تشويه صورتهم في وسائل الإعلام، والاتهام المتكرر لهم بأنهم «غير وطنين»، وأن سيناء هي مسرح للجريمة والمخدرات، منتقدين دور الإعلام في عدم توصيل صوتهم للشعب المصري. وقد أشتكي العديد من أهالي سيناء، بأن القنوات والإذاعات المصرية، لا تصل لهم هناك إلا علي فترات، نتيجة عدم تواجد شبكات تقوية تابعة للتلفزيون في منطقية سيناء، مما يعمل علي توسيع الفجوة بين أهالي سيناء وباقي الشعب المصري. وقد أعترف حمدي حسن، «نائب رئيس قطاع الهندسة الإذاعية»، بأن سيناء تحتاج إلي «دعم تقني»، وأن محطات الإرسال والشبكات تحتاج إلي تدعيم فني وتقني، مكملاً: «لو نظرنا علي المستوي التليفزيوني، نجد أن القناة الأولي والثانية تُغطي أماكن في شمال ووسط سيناء وجنوب سيناء، وليس كل سيناء، بالإضافة للقناه الرابعة، وهي تعتبر القناة المحلية لمدن القناة، وهي تصل إلي منطقتين فقط، هما النجيلة في الشمال والطور في الجنوب، وتصل إلي شرم الشيخ بإعتبرها منطقة سياحية». وأضاف خلال تصريح خاص ل «محيط» على المستور الإذاعي حيث قال: « هناك محطة محلية لإذاعة شمال سيناء، وهناك علي الموجة المتوسطة، تحديداً في مدينة العريش، إذاعة فلسطين والبرنامج العبري، بالإضافة إلي وجود إذاعة FM، وهي تستخدم في أغلب مواقع سيناء في رفح والعريش والطور وسانت كاترين وشرم الشيخ ونويبع ودهب، وهناك إذاعات يغطي إرسالها مناطق محدودة، مثل إذاعة القرآن الكريم والتي تُغطي شمال سيناء». ورد «نائب رئيس قطاع الهندسة الإذاعية» على الأنباء التي تداولت، بأن إسرائيل تقوم بزرع شبكات تقوية للإرسال الإذاعي والتليفزيوني، علي طول شريط الحدودي بين «مصر وإسرائيل»، من أجل التأثير علي أهالي سيناء حيث قال: «أعترف بحقيقية هذا الأمر، فمن ناحية الجانب المصري، مطلوب تدعيم فوري للشبكات ومحطات الإرسال المصرية، وبعض المناطق داخل سيناء، تحتاج لمحطات إرسال إذاعي جديدة، بالإضافة إلي أننا نحتاج إلي تقوية إرسال الشبكات التلفزيونية، خاصة في «رفح والشيخ زويد»، وذلك من أجل المحافظة علي الأمن القومي المصري». وأكمل: «لابد من تجديد محطة إرسال شمال سيناء، علي الموجة المتوسطة 1503ك/هرتز، وأن هذه محطة قديمة جداً، وهي علي بعد 50كيلو متر فقط من مدينة العريش، بالإضافة إلي أنه مطلوب إنشاء محطة إرسال إذاعي في شمال سيناء، وتركيب محطة إرسال FM علي منطقة رفح والشيخ زويد، تركيب محطات إرسال جديدة، لتغطية مناطق عديدة في شمال سيناء مثل الحسنة والنقبة والعوجة وغيرها الكثير من المناطق التي لايغطيها الإرسال المصري». وطالب حمدي حسن، بُسرعة إنشاء قناة تليفزيونية محلية، لخدمة شمال وجنوب سيناء، بالإضافة إلي إنشاء أستوديو تليفزيوني في سيناء، ليوصل صوت الأهالي من هناك، موضحاً أن العقبة الوحيدة تتمثل في التمويل ، لأن التمويل بالنقد الأجنبي، وهذا لا يتوفر في مصر حالياً، لأن الاستوديوهات يتم استيرادها من الخارج من الولاياتالمتحدةالأمريكية، كاشفاً أن «فرض السيطرة الإعلامية المصرية علي سيناء»، يتطلب خمسين مليون دولار فقط. سيناء علي خريطة برامج التلفزيون صرح شكري أبو عميرة، رئيس مجلس الأمناء باتحاد الإذاعة والتليفزيون، بأنه يتم عمل خطة إعلامية موسعة، لخدمة مشروع التنمية في سيناء، ومنها إدراج «السيناوي» علي خريطة البرامج. وأضاف خلال تصريح خاص ل «محيط»، أن وزارة الإعلام والدولة بصفة عامة، تعلم مدي التهميش الذي كان فيه أهالي سيناء طوال عشرات السنوات الماضية، سوا كان تهميش إعلامي أو تنموي، لذلك قرر ماسبيرو أن يفعل كل ما هو متاح لتوصيل الصوت السيناوي للعالم، بعد أن عانى من تهميش لفترات طويلة. تهميش سيناء في عهد النظام السابق أعترف الدكتور هاني جعفر، رئيس قطاع القنوات الإقليمية باتحاد الإذاعة والتلفزيون، بأن سيناء والمواطنين هناك،كانوا مُهمشين إعلاميا في عهد النظام السابق، وكان لا يوجد برامج لهم علي الخريطة البرامجية في التلفزيون. وأوضح خلال تصريح خاص ل «محيط» أن الفترة القادمة ستشهد إختيار مندوبين ومراسلين لماسبيرو، من بين أهالي سيناء، لأنهم ادري بأمور معيشتهم، وقادرين علي التعبير عنها بواقعية وصدق.
