استحث شعبه على مجاراة الفلسطينيين في كفاحهم ضد الصهيونية لوكاس:عبقرية هتلر تكمن فى تفوقه فى ترجمة أفكاره كوهت : الشعور بالعظمة لدى هتلر نرجسية مفرطة كامل : تدرب هتلر أمام المرآة على العزف على أوتار المشاعر "أين لى أن أنأى عن سطوة قوته ؟ إنها تمسك بى وتؤرجحنى .. لست أنا فحسب بل جميع من كان فى الصالة ، لقد أسرنى شعور أن أتخلى عن إرادتى لقيادته " هكذا قال لوديك أحد القادة الاشتراكيين عن هتلر حينما حضر أحد خطاباته ، وهكذا بدأ مجدى كامل حديثه عن كاريزما هتلر فى كتابه "ملوك الكاريزما" ؛ مُلقيا الضوء على كاريزمته التى أودت بحياة الملايين وخربت مدنا بأكملها .. وفى ذكرى هتلر نبدأ باستعراض صفحات تلك الكاريزما . يوجد ما يقرب من ستمائة كتاب تحمل عناوين مختلفة عن حياة هتلر ، ويظهر حجم مبيعات هذه الكتب المساحة الهائلة الى يحتلها هتلر فى التاريخ ، وهكذا أصبحت الكتابة عن هتلر الذى قاد ألمانيا لإعلان حرب عالمية ثانية موضوعا لا يقتصر على الألمان فقط ، والسؤال الأول الذى يطرحه كامل "ما سر كاريزما هذا الرجل الذى استطاع بها أن يقود شعبه إلى حرب الفناء ؟! " كاريزما الخطابة "إنه قبل كل شئ خطيبا مفوها وممثلا بارع" هكذا تحدث عن هتلر "ألبرت سبير" الذى كان وزيرا للذخيره فى عهده ؛فهذا الرجل الضئيل المترهل شاحب الوجه ، يملك سحرا خاصا فى الخطابة ، وشخصيته جعلت الناس تزحف وراء جاذبيته ، فاعتمدت كاريزما هتلر على مقدرته الفائقة على الخطابة ، وإتقانه لفنها ، فقد كان هتلر خطيبا مفوها استولى على ألباب الكثيرين بضربات يده على المنصة التى يقف خلفها وهو يلقى خطاباته ، وكان يصقل مهاراته بإلقاء الخطب على الجنود خلال عامى 1919 و 1920 . وكان هتلر ماهرا فى التحدث إلى الناس بما يريدون أن يسمعوه مثل "الخيانة التى طعنت الجيش الألمانى أثناء الحرب العالمية الأولى ، والخطة اليهودية الماركسية لغزو العالم ، والخيانة التى تعرضت لها ألمانيا فى معاهدة فرساى" ومع مرور الوقت ، تمكن هتلر من الوصول إلى حد الكمال فى أدائه أمام الجماهير عن طريق التدرب أمام المرآة على العزف الماهر على أوتار المشاعر أثناء عروضه ، وقد تدرب هتلر على يد أحد الأشخاص الذى يدعى كذبا قدرته على استبصار المستقبل ، وقد ركز على استخدام اليد والإيماءات التى يمكن القيام بها عن طريق الذراع . ومن أشهر خطبه تلك التى ألقاها سنة 1926 ، مستحثا همة ألمان منطقة السوديت والتى قال فيها : "اتخذوا من الشعب الفسطينى قدوة لكم ، إنهم يكافحون الاستعمار والصهيونية العالمية ببسالة خارقة وليس لهم مساعد أو نصير " كاريزما مرضية يؤكد البروفيسور نيكلسون أنه بالعودة للسير الذاتية للشخصيات الكاريزمية الشهيرة ، فسنجد أنها فى طفولتها عانت الكثير من الحرمان ، وشهدت تغيرات خطيرة فى تطور نموها ، ولاحظ عالم النفس الألمانى "كوهت" أن كاريزما هتلر مرضية ، فهو يتسم بأعراض النرجسية مثل الثقة المفرطة بالنفس ، والقدرة الفائقة على الاقناع . فكان هتلر يحب والدته كثيرا ، وهى أيضا حتى قال عن نفسه "أنا دلوعة أمى" ، وقد استغلها هتلر فى تنفيذ كل مايريده ، أما والده فكان قاسيا جدا ومتحجر القلب ، كما كان صارما جدا داخل بيته فما يقوله قانون نافذ ، فلم ينج أى من الاولاد من سوطه ، وخاصة هتلر ، فكان هتلر دائما ضد إرادة والده الذى كان يريده أن يجتهد فى دراسته ليصبح فى وظيفة فى الحكومة ، وهو كان يود أن يكون رساما ، ومن هنا قرر أن يرسب ليجبر والده للاستسلام للأمر الواقع ، وهكذا فقد اشتعلت قارة ، وسقط ملايين من البشر الأبرياء ضحية شقاء هذا الصبى العنيد . كما أن حركاته الهيسترية ، وأحقاده ، وعصبيته ، ونوبات انبساطه واكتئابه تعنى أعراضا غير طبيعية ، فكما يقول سنيدر هناك قطبان متعارضان تماما فى شخصية هتلر ، فشخصيته مزدوجا عندما يكون طيبا ودودا تجده يحب الموسيقى ، ويداعب الأطفال من تلقاء نفسه ، ويتحدث بهدوء تام ، وعندما يثور تجده يحمر وجهه ، وينفجر فى غضب عارم ، ووصلت نرجسيته إلى أن اعتقد نفسه المصلح الجديد الذى سيخلص البشرية .، ولم يكن له أصدقاء فهو لا يثق فى أحد ، كما كان لديه أحقاد ضد المتعلمين والطبقة المثقفة ، لأنه لم يكمل تعليمه . الكاريزما عندما تصنع الكارثة يرى كامل أن أخطر مافى كاريزما الزعيم ، أن الناس يسيرون خلفه وكأنهم معصوبى الأعين ، وقد ينحرف القائد الكاريزمى أو يضل الطريق ، ولكن لا أحد يفكر حتى فى أن زعيمه يمكن أن يخطئ ، فالكاريزمى شخص وجد ليبقى فى الذاكرة لا ينسى أبدا سواء أحببته أم كرهته فقدراته إن أحسن استغلالها هائلة لا حدود لها ، وإن أساء استغلالها كانت نقمه على من حوله وربما على نفسه . كما يرى أن الكاريزما هى التى أخرست الجميع طيلة حكم هتلر ، وهى السبب فى انصياع الشعب لرجل يملك القدرة على الإيحاء وإشعال الحماس لتفجير الحرب ، كما كان هتلر ماهرا فى العثور على كبش فداء يلقى عليه باللوم على ما يلحق بشعبه من مصائب.