وافق رئيس هيئة النيابة الإدارية المستشار عناني عبد العزيز، على الطعن على الحكم الصادر من المحكمة التأديبية ببراءة 31 طبيبا وصيدليا بالهيئة العامة للتأمين الصحي بالإسكندرية، تسببوا في تعريض صحة المرضى للخطر؛ لقيامهم بشراء دواء بالأمر المباشر رغم رفض التأمين الصحي إدراجه بمناقصة شراء أدوية الهيئة بعد ثبوت أن الدواء ملوث ببكتريا. جاء بتقرير الطعن الذي أعده الوكيل العام المستشار إسلام إحسان بإشراف مدير مكتب فني رئيس الهيئة المستشار هشام مهنا، أن المختصين بإحدى مستشفيات التأمين الصحي بالإسكندرية قاموا بالأمر المباشر بشراء أدوية لعلاج أمراض العيون، وتم استخدامه في علاج مرضى عمليات الرمد، رغم أن الهيئة العامة للتأمين الصحي رفضت طلبهم بإدراج ذلك الدواء ضمن مناقصة الأدوية التي تجريها الهيئة سنويا، بما يكونوا مع ذلك قد خالفوا قواعد شراء الأدوية للمستشفيات الحكومية، والتي لا يجوز شراؤها إلا بواسطة الهيئة العامة للتأمين الصحي ووزارة الصحة، حتى لو كانت متداولة بالصيدليات الخاصة. وتتضمن التقرير أن ذلك أدى إلى عدم التحقق من مصدر الأدوية وسلامة تخزينها من خلال اللجان الفنية للمناقصة للتأكد من عدم تسببها في أي أضرار للمرضى، هو ما كان يجب على المتهمين الالتزام التام به بوصفهم يعملون بجهة حكومية وعدم الانفراد من تلقاء أنفسهم بشراء أدوية وصرفها للمرضى، وقد ثبت أنه تم استيراد الدواء من الخارج داخل جراكن، وإعادة تعبئته داخل إمبولات حقن، وأنه بعد استخدام هذا الدواء للمرضى أصابهم بالتهابات حادة في العين. ومن جانبه، أوضح المتحدث الرسمي للنيابة الإدارية المستشار عبد الناصر خطاب أنه تبين من التحقيقات أنه بتحليل عينات من الدواء بواسطة خبراء متخصصين تبين أنه ملوث بالبكتريا وبمجموعة من الميكروبات بعضها شرس يسبب التهابا وعدوى تشمل العين بأكملها بما يستوجب في بعض الأحيان إزالة العين لوقف انتشار الميكروب إلى المخ. واشتملت التقارير الطبية والفنية إلى أن ظهور ذلك الميكروب يرجع إلى وجود تلوث داخل بعض أمبولات الدواء أثناء عملية التصنيع والإنتاج، وأن اللجان الطبية ناظرت عام 2008 عدد 10 حالات مصابة وتبين أن 9 حالات منها استخدمت ذلك الدواء وحدثت لها التهابات وأن من بين التسع حالات حدث ضمورا كاملا للعين لعدد 7 حالات منها وأن سبب حدوث ذلك الضمور هو استخدام مواد طبية ملوثة. وطالبت النيابة الإدارية من المحكمة الإدارية العليا إلغاء الحكم محل الطعن وتوقيع عقوبات تأديبية مشددة على المطعون ضدهم.