فليعذرني القارئ لهذا العنوان الذي ربما يبدو غريبا ولكن استميح القارئ عذرا ان يفكر معي ما الذي يحدث الان في تركيا!!!! البعض يتناول الاحداث على انها انتفاضة من اجل الحرية، والبعض يحلو له ان يسميها ثورة لاسقاط الانظمة الاسلامية، بل وصل الامر الى التنسيق بين من يسمون انفسهم ناشطين سياسيين (ثورجية) في مصر وتونس وتركيا من اجل هذا الغرض النبيل (اسقاط الانظمة الاسلامية والعودة بسلام الى رحاب العلمانية) طبعا ما بين القوسين لسان حالهم، ولكن دعونا نفكر بهدوء ونوضح امورا مهمة اخشى ان تكون غابت عن القارئ العزيز. الم يكن اردوغان هو النموذج الذي يطالب به العلمانيون في منهجه ووسطيته بل وبرنامجه الاقتصادي؟ اليس اردوغان هذا الذي اكتسح الانتخابات التركية لحوالي عشر سنوات متتالية؟ هل تذكرون اردوغان وموقفه الشجاع من القضية الفلسطينية عندما انسحب من مؤتمر دولي لان انصار اسرائيل حاولوا ان يوقفوه عن الهجوم على اسرائيل في وجود رئيس الوزراء الاسرائيلي بل ودافع عن الفلسطينيين؟ الم يذهب اردوغان الى بورما نصرة لمسلمي بورما في الوقت الذي وضع الجميع ايديهم على اعينهم واذانهم وافواههم؟ الم يفتح اردوغان حدود بلاده للسوريين وناصر الثورة السورية بما لم نره من حكام اخرين؟ الم يكن اردوغان من مناصري الثورة المصرية ومن المساعدين للدولة المصرية؟ اذن لماذا انقلب علمانيو مصر عليه؟ ولماذا هذا الضجيج الان في تركيا؟ الاجابة لمن لا يعرفها عجيبة، كل ما في الامر ان اردوغان اراد حظر الخمور لبعض ساعات في اليوم، لهذا انتفض (الخمورجية), ولكن هناك سبب اكبر عند سدنة العلمانية الا وهو تحويل حديقة ترمز الى علمانية الدولة التركية الى مول خدمي. فرمز العلمانية بالنسبة لبني علمان اهم من تطور البلد واقتصادها، اذن هي حرب هوية وصراع قيم، ان الكثيرين اليوم يرون اسقاط الاسلاميين اهم بكثير من ارتقاء البلاد، واذا كان علمانيو مصر او الكثير منهم لا يجرؤ على تسمية الامور باسمائها فعلمانيو تركيا كانوا منصفين مع انفسهم ومواطنيهم عندما صرحوا بضرورة اسقاط القيم الاسلامية بل كانت بعض المظاهرات يبرز فيها زجاجات الخمور بل بعض المظاهرات كانت حفل تقبيل جماعي، هل انت معي عزيزي الفارئ انها انتفاضة خمورجية؟ *امين عام حزب البناء والتنمية