توقع الكاتب الكندي «غوين داير»، عدم اندلاع حرب بين مصر وأثيوبيا، نتيجة إصرار الأخيرة على بناء سد النهضة، ومواجهة الأولى نقصا للغذاء خلال الفترة من 10 إلى 15 سنة القادمة، معتبرا أن بناء السد يعد الاختبار الحقيقي الأول لتسامح مصر مع بناء دول المنبع للسد، فهو اختبار للأسطورة التي تقول أن مصر حذرت جميع حكومات دول المنبع أنها سوف تبدأ بالقصف إذا تم بناء السدود على نهر النيل دون الحصول على موافقات. وأوضح «داير» في مقاله المنشور بالصحيفة الأسبوعية الكندية «جورجيا سترايت»، أن السد يعد البداية، فأثيوبيا تخطط لإنفاق 12 مليار دولار على بناء السدود على النيل من أجل الكهرباء والزراعة، ودول المنبع لن تسمح لمصر باستخدام حق الفيتو الخاص بها بحسب اتفاقية 1929 التي تمنح 90 % من مياه النيل لدول المصب وهي مصر والسودان. وأضاف الصحافي المستقل الذي تنشر مقالاته على مستوى 45 دولة، أن الأمر من شانه أن يتأخر لبضع سنوات؛ لأن السد الأثيوبي لن ينتهي قبل حلول 2015 م، ولكن هناك مشكلة كبير لمصر والسودان، فبحلول 2025 سيكون على مصر إطعام 96 مليون شخص وهو الأمر الذي سيكون صعبًا مع حصتها الحالية من المياه وجميع وارداتها من الغذاء، أما الدول التي وقعت على الاتفاقية الإطارية التعاونية سيكون لديها 300 مليون شخص وسيعملون على استخلاص كميات كبيرة للغاية من مياه حوض النيل من أجل الري. ويرى الكاتب أنه بدون المياه فالحلول الوحيدة أمام مصر إما إفقار ذاتها من واردات الطعام الضخمة، أو المجاعة، إلا إذا قررت الخوض في حرب، ولكن خياراتها ليست جيدة للغاية على هذه الجبهة أيضا، مشيرا إلى أنه في الوقت التي تحصل دول المنبع على الدعم من الصين تنكرت مصر من حليفها الأمريكي السابق وربما تجد واشنطن ذاتها مترددة في إعادة التعاون مع القاهرة حتى إذا كان باستطاعة الحكومة المصرية تجاوز نفورها من واشنطن «فلماذا تواجه أمريكا الصين من أجل مصر»؟.