طرابلس : أعلن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أنه تقرر إرسال وفدا إلى الجزائر بعد الاعتراف "بالمجلس"، مؤكدا حرصه على توطيد العلاقات مع الجزائر في كافة المجالات. وقال مصطفى عبد الجليل في تصريحات لصحيفة " الشروق " الجزائرية الصادرة صباح اليوم، الاثنين، إن المجلس الانتقالي الليبي تفهم استقبال الجزائر لعائلة القذافي لدواع إنسانية غير أنه أكد أن التصريحات التحريضية الصادرة عن عائشة القذافي خلال وجودها بالجزائر أثارت استغراب المجلس الأنتقالى . وأضاف "أن هذا الموقف غير المفهوم والواضح الصادر عن عائشة القذافى نعاتب كثيرا عليه السلطات الجزائرية كونها لم تتخذ أي إجراء قانوني بشأن هذا التحريض العدائي الاستفزازي ضد أبناء الشعب الليبي وإرادته الحرة في اختيار أي نظام يراه مناسبا له ولثورته" . وكانت عائشة القذافي قد أدلت بتصريحات من الجزائر يوم الجمعة قبل الماضي، طالبت فيها القوات الموالية لنظام والدها والمواطنين الليبيين على ضرورة محاربة الثوار، الأمر الذي أزعج الحكومة الجزائرية. وحول الاتصالات بين الحكومة الجزائرية والمجلس الوطني الانتقالي ، أوضح عبد الجليل أن الاتصالات بين الطرفين جرت بطرق عديدة منها الوساطة من جهات أرادت الخير للشعبين ولرأب الصدع الذي حدث من موقف الجزائر في بداية الثورة، معربا عن سعادته بأن يكون هناك وفد رسمي لزيارة الجزائر بعد الاعتراف بالمجلس.
وردا على سؤال حول الانتقادات التي توجه لأعضاء بالمجلس الانتقالي بشأن اتجاهاتهم الدينية والإيديولوجية الإسلامية والسلفية الجهادية والتخوف من قيام دولة دينية إسلامية في ليبيا، أكد عبد الجليل أن 90 % من الشعب الليبي يتبع المنهج الإسلامي المعتدل، ويوجد هوامش على اليمين وعلى اليسار، لكنها لا تمثل شيئا أمام التيار الجارف الكبير الذي يمثل أغلب أطياف وقبائل الشعب الليبي.
وأضاف " لا توجد أية تيارات داخل أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الممثل الوحيد لليبيين كما أن ليبيا الحرة الجديدة مصدر التشريع الأول فيها هو الإسلام ولا غير وليقل عنا من يشاء ما يشاء، فهذه أمورنا الداخلية ولا نرضى لأحد بأن يفرض علينا نظام حياة غير الذي يختاره ويتفق عليه الشعب الليبي المسلم الموحد بجميع قبائله العربية والإمازيغية".
وحول مستقبل قضية الأمازيغ وتعامل الثورة الليبية معها، قال إن الأمازيغ في ليبيا لهم امتداد كبير في منطقة المغرب العربي خاصة في الجزائر وأمازيغ ليبيا هم مكون أساسي في تركيبة المجتمع الليبي كما أن الأمازيغيين كان لهم دور فاعل ومهم جدا في هذه الثورة والجهاد المبارك، وكانوا من بين الأوائل الذين التحقوا بالثورة وقاتلوا بشراسة كبيرة وشجاعة منقطعة النظير خلال المعارك التي واجهت الثوار بعناصر وأزلام كتائب القذافي والشعب الليبي الآن لحمة واحدة ونسيج واحد والوثيقة الدستورية المؤقتة الصادرة عن المجلس الوطني الانتقالي، أكدت أن الإسلام هو المرجع الوحيد للتشريع، وأعطت اللهجات الأمازيغية ولهجات الطوارق والتبو صفة اللغة الرسمية الوطنية واحترمت توجهاتهم وثقافاتهم ولغتهم التي يجب أن تحترم داخل المجتمع الليبي . وأوضح أن خير دليل على الاعتراف بقبائل الأمازيغ وفضلها في الجهاد الليبي هو تعيين رجل من الأمازيغ في منصب رئيس المحكمة العليا وهو أرفع منصب للقضاء في ليبيا، يمكن أن يمثل أمامه أيا كان.