علي الرغم من الخلاف التاريخي بين الأزهر الشريف والسلفيين الذي وصل إلي حد التكفير في بعض الفترات، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تقارباً كبيراُ بين الطرفين بدت ملامحه في "غزل سلفي" لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وتقبيل ليد ورأس الإمام من قبل مشايخ الدعوة السلفية وهو ما يتناقض مع القصف السلفي السابق للطيب. ويعد الموقف من الشيعة عامل سحري في التقارب بين الطرفين إذ أن مطالبة الأزهر للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بمراعاة حقوق السنة في إيران واحترام دول الخليج وعدم التدخل في شئونها والتوقف عن نشر المذهب الشعبي و خلال زيارة نجاد للأزهر للقاهرة، دفعت السلفيون لتغيير موقفهم من الأزهر إلي حد وصف الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية لموقف شيخ الأزهر من الشيعة بالتاريخي. ارتباطاً بهذا التغير المفاجئ بدأ السلفيون في زيارة مشيخة الأزهر بشكل مستمر كان آخرها اللقاء الذي عقد أمس الأربعاء بين وفد من الدعوة السلفية ضم كل من الدكتور ياسر برهامي، الشيخ شريف الهواري عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، والشيخ أحمد الشريف، والشيخ أحمد السيسي، والدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، والدكتور عبد الله بدران رئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشوري وآخرين، مع شيخ الأزهر. الشيخ أحمد الشريف عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور قال إن اللقاء جاء لتهنئة شيخ الأزهر بتكريمه في دولة الإمارات بجائزة شخصية العام الثقافية والإشادة بدوره في الإفراج عن 103 من السجناء المصريين بالإمارات وإصلاح علاقات مصر الخارجية. وأضاف الشريف في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن اللقاء استعرض جهود الدعوة السلفية لمقاومة المد الشيعي في مصر وآخر تطورات هذه الجهود. وأشار إلي أن الوفد عرض شيخ الأزهر ما توصلت إليه لجنة مقاومة المد الشيعي المشكلة من قبل الدعوة السلفية حول الوجود الشيعي بمصر ومحاولات نشر التشيع وذلك لاتخاذ موقف بشأن هذه المحاولات. ودعا لاستغلال القوة الناعمة للأزهر الشريف في إصلاح علاقات مصر الخارجية، مستنكراً الهجوم والإساءات التي يتعرض لها شيخ الأزهر. وأوضح الدكتور عبد الله بدران رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، أن شيخ الأزهر ثمن جهود الدعوة السلفية لمواجهة المد الشيعي وطالب بتوحيد العمل لمواجهة المخاطر التي تحاك بالإسلام والمسلمين. وأضاف بدران أن وفد الدعوة السلفية شكرت شيخ الأزهر علي الجهد الذي بذلته هيئة كبار العلماء فيما يتعلق بقانون الصكوك الإسلامية، ودعا لدعم الهيئة للقيام بدورها المنوط بها في الدستور. ولفت إلي أن شدد علي أهمية دعم استقلال الأزهر كمؤسسة من مؤسسات الدولة التي يجمتع حولها الجميع، وتابع شيخ الأزهر نصحنا بممارسة الدعوة بأسلوب سهل وبسيط يؤكد علي معاني الإسلام الوسطي ونحن تلقينا هذه النصائح بصدر رحب لأنها جاءت من أب للتيار الإسلامي". وحول التقارب بين الأزهر والسلفيين قال أحمد زغلول الباحث في شئون الحركات الإسلامية إن الدعوة السلفية تحاول كسب صف الأزهر وإنهاء الخلاف بين الطرفين حتى تتمتع بثقل في معركتها مع جماعة الإخوان المسلمين. وأوضح زغلول أن الخوف من المد الشيعي دفع السلفيون للعودة للأزهر ونسيان الخلاف التاريخي خاصة في ظل موقف الأزهر الرافض للمد الشيعي في مصر، مشيراً أن بوادر الخلاف بين مؤسسة الأزهر وجماعة الإخوان المسلمين ساهمت في التقارب السلفي الأزهري.