على خلفية أحداث العنف الأخيرة التي تتعرض لها النساء في مصر من اعتداءات جنسية و زيادة نسبة التحرش في الشارع المصري ، خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 ، بدأت بعض المنظمات الحقوقية و المنظمات النسائية على مستوى العالم بإصدار تقارير تحصر نسب التحرشات و الأضرار التي وقعت على النساء في الشارع المصري. ومنها التقرير الصادر الشهر الماضي من قبل هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين و الذي أظهر أن 99 % من النساء المصريات تعرضن لشكل من أشكال العنف الجنسي منذ عام 2008 ، بالإضافة إلى دراسة مماثلة أظهرت أن 83 % من النساء يتعرضن للتحرش يوميا. بالإشارة إلى هذه الحوادث و التقارير ألقت صحيفة «أتلانتك» الأمريكية الضوء على ظاهرة طريفة، شهدتها شوارع العاصمة لمقاومة هذا الواقع المرير، حيث ظهر للنور بعض المؤسسات والتشكيلات للدفاع عن المرأة منها منظمة «تحرير بودي جارد» التي تتألف من مجموعات دورية تهدف لحماية النساء من التحرش أو الاعتداء عليهن ، أيضا منظمة «حركة التحرش الجنسي» و التي تسعى للقضاء على قبول المجتمعي لفكرة التحرش في مصر. وذكرت الصحيفة في مقالتها منظمة «حركة التحرش» خصصت فصول لتعليم الرياضة العنيفة حتى يستطعن مواجهة أشكال العنف الشرس الذي يتعرضن له يوميا ، ونقلت الجريدة أن هذه الفصول تشرف عليها مجموعة تدعى «هي تحارب» برئاسة لينا خليفة ، حيث بدأت الفكرة في مصر بالتعاون مع المنظمة لعمل ندوات توعية و توجيه للنساء المصريات للإقبال على تعلم الرياضة مثل «الكاراتيه» للدفاع عن أنفسهن. و علقت «خليفة» أن الفكرة قد بدا تنفيذها بالفعل في الأردن ، و أنها استوحت الفكرة بعد أن كانت تشاهد ما يتعرض له أصدقاءها من الضرب و العنف. هذا و قد أكد خبراء في الطب النفسي بالولايات المتحدة على أهمية هذا النشاط للنساء حتى يتسنى لهم مواجهة أشكال العنف الذي يتعرضن له بالإضافة إلى شعورهن بالراحة النفسية و الرضا ، كما أشارت «ليني بريكلن» الخبيرة في العدالة الجنائية بجامعة «إلينوي» أن رياضات الدفاع عن النفس سوف تدفع المرأة للشعور بالاستقلالية عن الرجل كما سوف تحفز لديها الشعور بالأهمية و بذاتها و ربما تعمل على تقويض العنف ضد المرأة ، و إرساء مبدأ المساواة بين الجنسين.