اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الحكومة السودانية باستمرارها في وضع العوائق أمام البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في إقليم دارفور، بما يقوض قدرة البعثة المشتركة على الاضطلاع بمهمتها في الإقليم . وأعرب الأمين العام عن قلقه البالغ إزاء هذه المعوقات التي تواجه بعثة "يوناميد" في إقليم دارفور،والتي تشمل التأخر في إصدار التأشيرات من قبل الخرطوم للعاملين بالبعثة ومنع سبل الوصول وفرض قيود علي الحركة،وهو ما يقوض قدرة البعثة علي تقديم مساعداة فعالة لسكان دارفور. ودعا بان كي مون - في تقريره ربع السنوي الخاص بمدي التقدم المحرز في ولاية البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في إقليم دارفورالذي ناقشه مجلس الأمن الدولي اليوم - حكومة الخرطوم وحركة التحرير والعدالة إلي مضاعفة الجهود لتنفيذ أحكام وثيقة الدوحة الموقعة بينهما في يوليو عام 2011،والمضي قدما في وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية النهائية. وأعرب الأمين العام في نفس الوقت عن تفهمه لأسباب تباطؤ تنفيذ اتفاق الدوحة، قائلا "إنني أقدر التحديات الاقتصادية المستمرة التي تواجه السودان، والتي أسهمت في بطء تنفيذ الاتفاق"..مشيرا إلي أن تفعيل اتفاقات التعاون المبرمة بين السودان وجنوب السودان في سبتمبر 2012،يمثل فرصة لمواجهة هذه التحديات من خلال تيسير استئناف إنتاج النفط والتجارة بين البلدين. وحث الأمين العام للأمم المتحدة في التقرير - الذي يغطي الفترة من 1 يناير حتى 31 مارس الماضيين - الدول والهيئات المانحة علي التعجيل بتنفيذ التزاماتهم المالية التي أعلنوا عنها في مؤتمر الدوحة يومي 7 و 8 أبريل الماضيين، وذلك من أجل إعادة الإعمار والتنمية في دارفور. وأكد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التعهد بالدعم الذي قطع في مؤتمر المانحين بالدوحة،يجب أن يرتبط بحدوث تقدم ملموس علي أرض الواقع،حيث ستحتاج الوكالات المنفذة ويوناميد إلي حرية الوصول الكامل ودون عوائق إلي جميع أنحاء إقليم دارفور كي تنفذ ولايتها. وطالب كي مون ، الخرطوم وجميع الحركات المسلحة ،ولاسيما أبناء دارفور الأعضاء في تحالف الجبهة الثورية السودانية، إلي وقف القتال فورا والدخول بدون شروط مسبقة في المحادثات الرامية إلى التوصل إلي تسوية سلمية للنزاع في الإقليم. وأعرب عن قلقه العميق إزاء أثر الحالة الأمنية السائدة في دارفور علي سلامة وأمن العاملين في يوناميد والمجال الإنساني .. معبرا عن إدانته للهجوم المسلح علي قوات حفظ السلام التابعين ليوناميد في عد الفرسان بجنوب دارفور. ودعا السلطات في الخرطوم إلى التصدي لمناخ الإفلات من العقاب ومحاسبة المتورطين في الحادث جنائيا. وأشار بان كي مون إلي قيام قوات الأمن السودانية باعتقال خمسة من موظفي يوناميد في ثلاث حالات منفصلة خلال الفترة من 1 يناير وحتى 31 مارس الماضيين ،وهو ما يمثل انتهاكا لاتفاق مركز القوات ، وللحصانة الممنوحة لأفراد بعثة يوناميد".