وقع الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار والدكتور ستيفانوى جريجو ممثل جامعة توشا الإيطالية اتفاقية تعاون اليوم الثلاثاء لدعم مشروع تطوير وإعادة بناء المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، إلى جانب تطوير بعض المواقع الأثرية بمنطقة آثار سقارة بالجيزة ومنطقة آثار مدينة ماضي بالفيوم. وقال الدكتور إبراهيم - في مؤتمر صحفي عقد بمبنى القاهرة التاريخية بقلعة صلاح الدين بحضور سفير إيطاليا لدى مصر ماوريتسيو مساري - إن الاتفاقية تهدف إلى إعادة بناء المتحف اليوناني الروماني والذي سيتم تمويله بمقتضى هذه الاتفاقية من خلال برنامجي مبادلة الديون المستحقة على مصر لصالح إيطاليا والاستيراد السلعي الإيطالي، واصفا هذه الاتفاقية بأنها بمثابة الجسر الثقافي بين البلدين.
كما لفت إبراهيم إلى أن الاتفاقية تمثل خطوة أولى لبناء المتحف اليوناني الروماني حيث سيتولى الجانب الإيطالي إعداد سيناريو العرض المتحفي الجديد وتصميم فاترينات العرض إلى جانب اللوحات الإرشادية وبطاقات وصف القطع المقرر دخولها ضمن سيناريو العرض المتحفي، إضافة إلى إعداد دراسة جدوى للمشروع تتضمن التصميم الداخلي للمتحف والتجهيزات الهندسية من تطوير شبكة الإضاءة ومنظومة التأمين من أجهزة الإنذار ضد السرقة والحريق.
وقال إن التعاون مع إيطاليا في مجال الآثار يهدف أيضا إلى الحفاظ على الآثار المصرية وخلق فرص عمل جديدة، بما يحقق أثرا إيجابيا على الاقتصاد المصري ويعزز فرص إعادة السياحة إلى مصر في القريب العاجل، معربا في هذا الصدد عن شكره لحكومة وشعب إيطاليا على هذا الدعم.
وأشار الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار إلى أن الوزارة تعمل على ضم قطعة أرض مجاورة للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية إلى مبنى المتحف، منوها إلى أن هذا التوجه يتسق مع الرأي العام لدى المواطنين في الإسكندرية.
وأوضح إبراهيم أن وزارة الآثار ستقوم بأعمال المسح التيبوغرافي للمنطقة المحيطة بمقر المتحف، وإعداد قوائم القطع المقرر عرضها بالمتحف، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ بنود هذه الاتفاقية وتقييم البرنامج التنفيذي لها.
وقال وزير الآثار إن الاتفاقية تتضمن أيضا استكمال المشروعات المشتركة بين وزارة الآثار والجانب الإيطالي، والجاري العمل بها في كل من منطقة آثار سقارة بالجيزة ومنطقة آثار مدينة ماضي بالفيوم.
ولفت إبراهيم إلى أنه تم الانتهاء من المراحل الأولى للمشروعات القائمة والتي تضمنت إجراء الحفائر الأثرية وتركيب أجهزة لقياس درجة الحرارة والرطوبة ل(15) مقبرة أثرية بسقارة وسوف يتم استكمال المشروع بوضع أجهزة لقياس الحرارة والرطوبة لعشر مقابر أخرى وتزويدها بأجهزة تهوية وربطها بغرفة تحكم رئيسية يمكن من خلالها تحديد عدد الزوار ومدة الزيارة، حفاظا على نقوشها وألوانها.
من جانبه، أعرب سفير إيطاليا لدى مصر ماوريتسيو مساري، عن سعادته بالتوقيع على هذه الاتفاقية، مشيرا إلى أنها تأتي في إطار التعاون العميق بين البلدين.
وقال مساري إن التعاون بين مصر وإيطاليا لا يقتصر فقط على مجال الآثار، بل يشمل مجالات أخرى، مثل الاقتصاد والسياحة، لافتا إلى وجود اتصالات وعلاقات جيدة جدا في هذين المجالين.
وأكد السفير الإيطالي أن هناك اتفاقيات هامة بين مصر وجامعات إيطالية وأن الاتفاقية التي تم توقيعها اليوم بين وزارة الآثار المصرية وجامعة توشا تأتي في إطار سلسلة من التعاون الوثيق في هذا الشأن، إلى جانب الجهود الحثيثة التي بذلتها السفارة الإيطالية ووزارة الخارجية لتعزيز هذا التعاون.
وأكد مساري سعى الطرفين الكامل لدعم سبل التعاون المشترك سواء من خلال تبادل المعلومات العلمية أو التقنية وتبادل الخبرات والأبحاث العلمية والطاقات العملية من المتخصصين والفنيين، معربا عن رغبة الجانب الإيطالي لتيسير كافة التجهيزات اللازمة تمهيداً لبدء العمل بمشروع المتحف اليوناني ومنطقة آثار سقارة ومدينة ماضي الأثرية بالفيوم.