بعد إعلان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن استطاعة حركة طالبان الترشح للرئاسة الأفغانية، وترحيبه بفتح مكتب لها في الدوحة كوسيلة لتحقيق السلام في أفغانستان، أثيرت العديد من التساؤلات حول السيناريوهات المحتملة والتي تحدد مشاركتها في الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة في ظل اعتبارها المعارضة الرئيسة في البلاد، فضلاً عن تمثيلها لحركة المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال الأمريكي وقوات الناتو، منذ إسقاط نظامها قبل أحد عشر عاماً. تأكيدات ومخاوف أثار الإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في أفغانستان في أبريل 2014 في ظل العديد من التحديات مخاوف الشعب الأفغاني من إقامة الانتخابات الرئاسية في موعدها.
فلا تزال الأوضاع غير مستقرة في البلاد، وتوجد جماعات مسلحة تقاوم الوجود العسكري الأجنبي ولا تعترف بالنظام القائم ولا تعترف بقوانينه.
وتشهد البلاد حالة سيئة في الوضع الأمني والاقتصادي، ولاسيما في ظل أداء الحكومة في السنوات الماضية، وزادت عمليات الفساد الإداري والرشاوى واختلاس الأموال من قبل موظفي الجيش الأمريكي وكبار الشخصيات في حكومة كرزاي.
كما اجتاحت البلاد موجة من البطالة وخاصة في المدن الكبيرة؛ وتسريب الكثير من العمال في ظل تدهور الصناعة واعتماد أفغانستان على الاستيراد من الخارج.
سيناريوهات مطروحة ولذا؛ يشير عددٌ من المحللين إلى وجود عدة سيناريوهات يتوقف عيها مشاركة القوى المعارضة في الانتخابات القادمة رغم الوضع السيئ في أفغانستان.
فترتبط مشاركة المعارضة (حركة طالبان تحديداً) في الانتخابات القادمة بمدى توافر النزاهة والشفافية في الانتخابات وبإشراف قضائي كامل.
فكلما حدثت انتخابات حرة نزيهة، دون تدخل النظام الحاكم في مجرياتها، كلما كانت الفرصة أكبر أمام مشاركة المعارضة في الانتخابات.
ومن جهته، أعرب الدكتور عبد الله عبد الله، زعيم المعارضة الأفغانية والمرشح الرئاسي السابق، عن خشيته من حدوث تزوير في انتخابات 2014 قبل أشهر من انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي، وبعد 10 سنوات من أول عملية انتخاب للرئيس كرزاي، ولكنه أشار إلى وجود فرصة استثنائية لكرزاي لتسجيل اسمه في التاريخ بإجراء انتخابات حرة نزيهة، خصوصاً أنه لن يشارك في الانتخابات المقبلة، بموجب مواد الدستور، حيث لا يحق له الترشح لولاية ثالثة.
أما السيناريو الآخر فيتمثل في عدم مشاركة حركة طالبان من الأساس، واستمرار نهجها في العنف، إما لعدم تحقق السيناريو الأول أو لعوامل ذاتية تجعلها ترفض فكرة المشاركة من الأساس.
وخير دليل على ذلك، هو عدم مشاركة طالبان في الانتخابات الرئاسية عام 2009، حيث هاجمت مراكز الاقتراع لمنع الناخبين من المشاركة فيها.
أما السيناريو الأخير فهو المشاركة في الانتخابات القادمة مع حصد حركة طالبان الأغلبية، ولكن لن يتحقق ذلك إلا باقتناع كل الجهات بضرورة التوصل إلى الوفاق الوطني عبر طاولة الحوار الأفغاني.
ويعد الحوار الحقيقي بين الحكومة والمعارضة، حول كل القضايا الخلافية، أحد العوامل المحددة لمشاركة المعارضة وحركة طالبان في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وفي حالة حدوث السيناريو الأخير يبرز تساؤل هو: هل ستتغير سياسة حركة طالبان تجاه الولاياتالمتحدة في حال توليها السلطة في أفغانستان؟